قالت صحيفة الخليج الإماراتية "ليست لعبة شكل، لكن مصادفة التجانس اللفظي بين «قطر» و«خطر» تلفت النظر إلى تشابه أو تطابق المضمون، فهذه دولة تنتج وتصدر الخطر، ثم تدافع عن سلوكها الإجرامي ذاك، نظراً وعملاً، عبر إغماض العينين معاً، ثم المضي في دروب الخطر، والداهية الدهياء أن الدولة الصغيرة تحسب أنها تحسن صنعاً، فيما هي، وقيادتها وحكومتها ونظامها، من الأخسرين أعمالاً. هو الخطر، في معناه المباشر، في القتل والتحريض وإثارة الفتن، وهو الخطر في التداعيات والآثار، خصوصاً على المستوى الاجتماعي." وأضافت صحيفة الخليج في افتتاحيتها اليوم الجمعة أن "المسألة، لهذه الجهة، مرتبطة ببعضها بعضاً ارتباط الشيء بنفسه، حيث الآثار السياسية تتصل بالآثار الاقتصادية، وكذلك الآثار الاجتماعية والثقافية، ولكل ذلك أخطاره المؤكدة التي تتفاقم نتائجها مع جهل أو تجاهل قطر، وكأنها غائبة عن الوعي، وإذا كانت البداية مع انقلاب حمد بن خليفة على أبيه، وقد كان ولي عهده و نائبه المؤتمن على الأمر في غيابه، فمن الضروري التوقف عند هذا الموقف الغريب الذي شكل صدمة لدى شعب الدولة الصغيرة، وأدى إلى انقسام خطر في المجتمع ، بل حتى في الأسرة الواحدة، كما وجه طعنة غدر إلى منظومة القيم التي تربى عليها الجيل، وبلغ ذلك مداه الذي لا يصدق حين استصدرت قطر مذكرة دولية عبر الإنتربول للقبض على «المتهم» خليفة بن حمد آل ثاني وجلبه إلى قطر." وأشارت الصحيفة إلى جانب الخطر الإعلامي القطري ودوره في ما اسمته الشرخ الاجتماعي وقالت: " تكرس الشرخ الشعبي والاجتماعي أكثر، وهذه المرة على صعيد الخليج والوطن العربي وليس على مستوى قطر وحدها، ففي العامين 2013 و2014 استشعر الجميع هذا الخطر الدائم الذي تسببت قطر بعد ذلك في تأجيجه وصب زيته على ناره، سواء من خلال تجاوز الالتزامات والتعهدات، أو الترويج الفج والمخزي الذي تبنته الواجهات الإعلامية للنظام القطري." "أثر وخطر ذلك تعدى الشرخ الاجتماعي الذي حدث مع وفي أعقاب العدوان الغاشم لصدام حسين على دولة الكويت الشقيقة، فكل الممارسات المتهورة وغير المحسوبة تؤدي إلى مثل هذه النتائج المدمرة، والمفارقة الأكثر تأثيراً وتدميراً أن التربية السياسية التي عمل على ترسيخها حمد بن خليفة منذ الانقلاب جعلت قطاعات عريضة من المجتمع القطري تنظر إلى السلوك الشائن للنظام بعين التقدير وكأنه بعض المقدس." اضافت الخليج.
وعن استضافة قطر لمونديال كأس العالم نوهت الصحيفة : "في ضوء ذلك يفسر ارتكاب نظام قطر جريمة الرشوة منذ المراحل الأولى لتقديم ملف قطر المختل والمغشوش لاستضافة كأس العالم لكرة القدم ( 2022)، في سابقة عالمية أخلاقية لا مثيل لها، فخطر الدولة الصغيرة وصل، من أوسع الأبواب، إلى الرياضة، وأصل فكرتها الشرف والمنافسة الحرة، أما المأمول اليوم، فعمل كل شريف في العالم، نحو نقل هذا الحدث من دولة الإرهاب التي لا تستحق استحقاقاً دولياً مهماً بهذا الحجم، فضلاً عن الرسالة السلبية التي ترسلها هذه الاستضافة إلى شباب العالم". وتطرقت الصحيفة إلى أن خطر الدولة الصغيرة بدأ ينعكس أكثر من أس وقت مضى على حياة الشعب القطري وأن التذمر من الحاصل وصل إلى أفراد الأسرة الحاكمة الأحرار الذين يسعون إلى تغيير سياسة قطر الخاطئة وقالت :"بعض خطر دولة الخطر قطر، وهو يوازي ويتفوق على خطر الإرهاب في معناه المتداول المباشر، فيما خطر الدولة الصغيرة، بفضل إجماع العالم ومقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، بدأ ينعكس، أكثر من أي وقت مضى، على حياة الشعب القطري نفسه، فزاد تذمر شرائحه الواسعة، بين قلق المعيشة وقلق الوجود، ولم يعد التذمر من الحاصل أو الخوف من المصير خاصين بأفراد الشعب الشقيق أو الفئات المقيمة والعاملة، بل وصل إلى أفراد الأسرة الحاكمة التي أخذ أحرارها وحكماؤها يتبادلون الرأي حول الأوضاع الحالية، نحو تغيير إن لم يصل إلى سياسات النظام، فسوف يصل، لا محالة، إلى النظام نفسه." واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة : "محور القول إن خطر الدولة الصغيرة على شعبها وشعوب المنطقة والوطن العربي والإنسانية جمعاء، هو اليوم، محل اهتمام ومتابعة العالم، والمأمول أن يتحول هذا الوعي إلى نهج مواجهة."