في خطوة مفاجئة للكثيرين، ظهر محافظ عدن المقال ورئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي محمياً بسياج زجاجي ضد الرصاص، أثناء كلمة القاها على أنصاره من دعاة الانفصال بالمعلا اليوم الجمعة. وشبّه كثيرون هذا الظهور لعيدروس بظهور زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي في مناسبات كثيرة وقد أحيط بذات السياج الزجاجي الحامي، في تقليد لأمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، والذي يعد الأب الروحي في المنطقة العربية لهذا الأسلوب. وتزداد طرافة الصدفة عند كثير من المتابعين بمقارنتهم بين عبدالملك الحوثي كشخصية قادت انقلاباً على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي في شمال اليمن، وبين عيدروس كشخصية تقود حالياً انقلاباً يحاول الإطاحة بذات الشرعية من جنوباليمن.
وذهب قطاع من اليمنيين الى التأكيد بأن الزبيدي يخشى من أن تتم تصفيته من قبل شخصيات أخرى جنوبية تحاول أخذ دفة القضية الجنوبية، خاصة وأن عدداً من تلك الشخصيات لها باع وتاريخ طويل في المطالبة بفك الارتباط، ويشعرون بأن عيدروس مجرد عسكري قادته الصدفة المحضة لقيادة مطلب الانفصال مستغلاً ترهل السلطة العسكرية للحكومة الشرعية في العاصمة عدن، وكذا جلاء مليشيات الحوثي وصالح منها بفعل عمليات عاصفة الحزم. وفي مشهد يعبر عن عمق الخلافات والمشاحنات بين فرقاء الانفصال، أقيمت فعالية أخرى لإحياء ذكرى 7 يوليو في موقع آخر، وهو ساحة العروض بخور مكسر، نظمه فصيل حراك باعوم، والذي يرفض أن يكون الزبيدي ممثلاً لقضية الجنوب. وفيما لا تزال الشرعية ترقب مشهد الحراك الشعبي، واستعراضات القوة لفرقاء الانفصال على الأرض، تخوّف سياسيون من أن تكون هذه الفعاليات منطلقاً لصراعات عسكرية قادمة في العاصمة المؤقتة عدن، ما قد يتسبب في تكرار مشهد الحرب الأهلية التي اندلعت في يناير 1986م وتسببت في حدوث واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية على مر التاريخ اليمني بمقتل وجرح عشرات الآلاف في ظرف أيام معدودة.