(صورة الطفلة سوزان تشاهد والديها والسيول تجرفهما) يقول الطفل أيمن محمد شرف، أنه خرج مع والديه وأخته "سوزان" وأخيه الأصغر "منذر" إضافة إلى الطفل "مرسي" والطفلة "إسلام" من أبناء الجيران في نزهة بوادي موقعة بمديرية سامع، عصر الثلاثاء.
ويضيف أيمن، أن والده "محمد شرف" فور سقوط الأمطار أمرهم بالصعود إلى الباص وحاول الخروج من السائلة، إلا أن السيول كانت أسرع، ما اضطره للجوء إلى مرتفع صغير بعيداً عن ممر السيول، وهناك أوقف الباص بانتظار أن تهدأ السيول.
ويشير، إلى أنهم تفاجأوا بسيول كبيرة تأتي من الجهة الأخرى باتجاه المرتفع الذي كانوا يقفون فيه، ولم يجدوا أي فرصة للهرب سواء راجلين أو على متن الباص، وهذه السيول وصلت إليهم بسرعة وجرفتهم دفعة واحدة وبدأت تتقاذفهم في كل الاتجاهات.
ويقول، أنه وشقيقته سوزان قذفتهما السيول إلى قرب الأشجار في أطراف الوادي، ولحظتها كانا يسمعان والدهما ووالدتهما يصرخان ويستغيثان من أجل إنقاذ أبناءهما، كان والده ينادي "ياناس أنقذوا أبنائي" ووالدته أيضاً كان تطلب المساعدة لأبنائها والطفلين من أبناء الجيران "أنقذوا الأطفال"، لكن أصواتهما بدأت تختفي تدريجياً.
ويضيف أنه عندما كان يسمع استغاثة والديه وهما يصارعان الموت، لم يكن يراهما لأن السيول كان حجمها أكبر من أن تسمح برؤيتهما، مشيراً بأن شقيقته "سوزان" كانت أقرب إلى السيل وربما شاهدت الوالدين، لأنها حاولت أن تفلت نفسها من الأشجار للحاق بهما لأنها لم تستطع تحمل المشهد، لكنه كان يناديها بأعلى صوته أن تتمسك بالأشجار ويطمأنها عن الوالدين، وبعدها استطاع الرجال المتواجدين بالقرب من المكان إنقاذه، ثم غامر أحدهم لإنقاذ شقيقته الطفلة سوزان وتمكن من ذلك.
كانت دموع الطفل أيمن سيول من الحزن وهو يروي الحادثة، فالمشهد أكبر مما يمكن تخيله إذ لايوجد فزع أكبر من رؤية الأبوين والأخ الأصغر يصارعون الموت وليس بيدك شيء لمساعدتهم، كما يصف أحد المقربين من أيمن.
وفيما نقل أحد شهود العيان، أن الأم كانت قريبة من الأشجار ويمكن إنقاذها، ناداها الناس أن تتمسك بالأشجار، لكنها لم تستطع تحمل مشهد طفلها الأصغر "منذر" يموت أمامها، وكان منذر قريباً منها لكن المكان كله خطر، فالسيول في أوج قوتها، وعندما اقتربت من طفلها لأخذه والعودة إلى مكان آمن، سحبهما السيل بعيداً عن الأشجار، حيث لامكان للنجاة، وأصبحا في قلب الوادي، ولم يشاهدهما أحد بعد ذلك إلا جثثاً هامدة بالقرب من ممر السيول القادمة من مديرية الصلو حيث يتلقي الواديان، مع جثث الطفل "مرسي" والطفلة "إسلام" من أبناء جيرانهما، فيما وجدت جثة الأب في منطقة "ورزان" بأحد ممرات السيول.