بدأت إيران اجراء مناورات بحرية عسكرية في الخليج امس، قبل أيام على فرض الولاياتالمتحدة عقوبات جديدة ضد طهران، بحسب ما قاله مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية . وقال المسؤول الأميركي الذي لم يكشف عن هويته إن عشرات من القوارب كان تجري تدريبات في وقت مبكر من صباح امس. وأضاف ان معظم السفن المشاركة في التدريبات هي قوارب هجومية صغيرة، لكن لم يحدث أي احتكاك مع السفن الأميركية في المنطقة. وقال الكابتن بيل أوربان الناطق باسم المنطقة المركزية العسكرية الأميركية في بيان إن الولاياتالمتحدة «على دراية بازدياد» العمليات البحرية الإيرانية في الخليج ومضيق هرمز وخليج عمان. وقال أوربان:«نحن نراقب ذلك عن كثب، وسنستمر بالعمل مع شركائنا لضمان حرية الملاحة وحرية تدفق البضائع في الممرات المائية الدولية». لكن مسؤولين أميركيين تحدثوا إلى «رويترز» وطلبوا عدم الكشف عن أسمائهم قالوا إن الحرس الثوري الإيراني يجهز على ما يبدو أكثر من 100 سفينة للتدريبات. وربما يشارك مئات من أفراد القوات البرية. وأضافوا أن المناورات قد تبدأ في الساعات الثماني والأربعين القادمة لكن ليس واضحا متى سيكون ذلك تحديدا. وكانت شبكة (سي.إن.إن) أول من أوردت تفاصيل عن الاستعدادات الإيرانية. وقال مسؤولون أميركيون إن توقيت المناورات يهدف على ما يبدو إلى توصيل رسالة إلى واشنطن التي تكثف الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية على طهران لكنها حتى الآن لم تصل إلى حد الاستعانة بالجيش الأميركي للتصدي لإيران ووكلائها. وتأتي هذه التدريبات في وقت تزداد فيه التوترات بين إيرانوالولاياتالمتحدة التي انسحبت من اتفاق نووي تاريخي مع الجمهورية الإسلامية وستفرض عقوبات عقوبات جديدة عليها الإثنين. على صعيد اخر، خرجت مظاهرات ليلية حاشدة في طهران ومختلف المدن الإيرانية أمس واندلعت اشتباكات مع قوات الأمن، فيما تمكن متظاهرون من محاصرة عناصر الأمن وإحراق دراجاتهم النارية، في تحد واضح للسلطة التي دأبت على استخدام القمع الأمني لكنها فشلت في وقف الاحتجاجات. واحتشد المتظاهرون في طهران في مسيرات خرجت من شارع ولي عصر ومتنزه دانشجو ومسرح المدينة، حيث اشتبكوا مع قوات الباسيج التي استخدمت العنف في محاولة لقمع المظارهرات التي لا تزال مستمرة. وتعالت هتافات «الموت لخامنئي» والموت للديكتاتور، فيما أحرق البعض صور المرشد الإيراني والرئيس حسن روحاني، بحسب اللقطات المصورة التي نشرها موقع مجلس المقاومة الإيرانية. وتتزامن المظاهرات في قلب العاصمة الإيرانية مع خروج حشود غاضبة في مدن مشهد وشيراز وأصفهان وكرج وأراك ونجف آباد وشاهين شهر وغيرها من المدن الإيرانية. ونجح المتظاهرون في مدينة كرج في إجبار قوات النظام على التراجع مرات عدة وسط هتافات المتظاهرين «الشعب يستجدي والآغا [ خامنئي] يتصرف كإله»، و«أترك سوريا، اهتم بأحوالنا»، و«لا غزة ولا لبنان، روحي فداء لإيران». وسمعت أعيرة نارية في الهواء حيث حاولت قوات النظام تفريق المتظاهرين دون جدوى، بينما اشتبك متظاهرون مع عناصر الباسيج وأحرقوا دراجاتهم النارية في الدوار الأول بحي كوهر دشت في كرج، وطوق عدد من المتظاهرين بعض عناصر الأمن خلال المواجهات. وشوهدت مجموعات كبيرة من الفتيات يقدن العديد من المسيرات في شوارع كرج، وشوهدن في اشتباكات مع الأمن. وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» أن المحتجين مارسوا الشغب، وأضرموا النار في سيارات الشرطة، ورددوا هتافات بينها «الموت للديكتاتور»، سجلتها مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي. وبدأت الاحتجاجات في إيران حسب نشطاء، بسبب تردي المعيشة، وتزايد البطالة وتفشي الغلاء والكساد في أسواق البلاد، وسط أزمة حادة تشهدها سوق النقد الأجنبي. وهبطت العملة الإيرانية إلى مستويات جديدة هذا الأسبوع بينما يستعد الإيرانيون ليوم السابع من آب الحالي وهو الموعد المقرر لتعيد واشنطن فرض أول دفعة من العقوبات الاقتصادية بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي. (ا.ف.ب-رويترز)