حينما جثم الاستعمار البريطاني على الجنوباليمني جاء بكل معدات استبداده البشرية والمادية وحاول بشتى الوسائل أن يسلخ الجنوباليمني من جغرافيته الطبيعية وهويته الأصيلة فإلى جانب وسائل بطشه وجبروته التي حاول بها أن يستعمر الأرض والإنسان إلا أنه حمل في جعبته وسائل التمدن والتحضر معتبرا أن الأرض أرضه والسماء سماؤه وكمغريات تحسن من صورته الاستعمارية . 128عاما منذ قدم الاستعمار البريطاني وحتى خروجه يجر أذيال الهزيمة من الجنوباليمني ظل عاجزا أن ينال من الهوية اليمنية والروابط القوية بين أبناء جنوباليمن وشماله أو أن يسبب شرخا اجتماعيا يحول بين مد جسور التواصل على مدى الاحتلال . في عدن كان للاستعمار البريطاني بعض بصمات التمدن والتحضر ك البنى التحتية والمشاريع الخدمية كالمدارس والمستشفيات والكليات والطرق والجسور والوحدات السكنية ك إغراءات استعمارية تخدم مصالحه واطماعه واستفاد منها أبناء عدن أيضا بل أن عدن المستعمرة البريطانية كانت ملاذا آمنا من بطش الحكم الإمامي لكثير من الثوار وانطلاقا لهم ومحطات تقلهم إلى بقية دول العالم. نحن هنا لا نُزين وجه الاستعمار البريطاني القبيح وإنما نحاول أن نقارنه بالاستعمار ( البلدي ) الإمامي في شمال اليمن فحينما استعمرت بريطانياالجنوب فإنها استعمرته كدولة مسيحية غازية محتلة بينما الاستعمار الإمامي قدم لاستعمار اليمن وهو يتدثر بعباءة الدين الإسلامي وأن إمامهم يحمل صكا من السماء باستعباد الناس والخنوع له وأن الله لن يسأله عن الذين قتلهم ونهب اموالهم وانتهك حرماتهم من اليمنيين وإنما سيسأله عن الذين لم يصلهم بطشه لماذ لم يقتلهم وينتهك حرماتهم ؟ 1200عام ما الذي تركه الاستعمار الإمامي خلفه سوى تاريخا أسودا من الاستبداد والتخلف والجهل وبذورا سلالية تتخلق في رحم الجمهورية عادت للخروج كمخلوق مسخ ظهر في صورة انقلاب مليشاوي اختطف الدولة واستبد بالجمهورية ومارس أقبح وسائل الإنتهاكات على مرأى ومسمع من العالم والذي بعضه اليوم يتعاهد هذا الإنقلاب الإمامي بالرعاية لإنه يرى فيه عميلا يحقق له اطماعه ومآربه . في الذكرى 51 لجلاء المستعمر البريطاني عن جنوبنا الحبيب يتطلع الشعب اليمني لجلاء الإستعمار الإمامي الإيراني والذي فاق غيره من المستعمرين قبحا وإجراما .