استقبلت ميليشيا الحوثي الانقلابية شهر رمضان المبارك بخطوات عدة من شأنها مضاعفة معاناة المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتجويعهم وحرمانهم من العادات والأجواء والطقوس الروحانية التي اعتادوا عليها من قبل. ومنذ مطلع الشهر الجاري تشهد العاصمة صنعاء والمناطق المحيطة بها أزمة خانقة في المشتقات النفطية والغاز المنزلي، بالإضافة إلى غياب دور المنظمات المحلية والدولية العاملة في المجال الإنساني لتقديم المساعدات الغذائية للمواطنين الذين يعانون أوضاعاً معيشية صعبة. وتأتي هذه الأزمة متزامنة مع دخول شهر رمضان، في ظل أوضاع اقتصادية متدهورة تشهدها البلاد بشكل عام، وأوضاع معيشية غاية في الصعوبة يعيشها اليمنيون وبالأخص المتواجدون في مناطق سيطرة الحوثيين، وهو الوضع الذي وصفته الأممالمتحدة بأنه الأسوأ في العالم. أزمة مفتعلة وفي هذا السياق، يقول أحد سكان العاصمة صنعاء إنه غير متفاجئ من ممارسات الحوثيين وافتعالهم أزمة المشتقات النفطية والغاز المنزلي، وعرقلتهم وصول المساعدات الإنسانية، فهي ذاتها التي انتهجوها في السنوات الأربع الماضية منذ انقلابهم على الشرعية. وقال إن "مليشيا الحوثي تستغل شهر رمضان المبارك كموسم لجمع أكبر قدر من الأموال، سواء عن طريق الأسواق السوداء التي يديرها قيادات أو من خلال الجبايات التي تفرضها على التجار والشركات، والتبرعات التي تجمعها من المواطنين بشكل مباشر". وأضاف إن الميليشيا احتجزت عشرات المقطورات التي تحمل مادة الغاز المنزلي والمشتقات النفطية في النقاط الجمركية التي أنشأتها على مداخل العاصمة صنعاء، وطالبتهم بدفع مبالغ مالية ضخمة، الأمر الذي أشعل فتيل الأزمة، وأنعش الأسواق السوداء، وهو ما تريده الميليشيا. وذكر أن هذه الأزمة المفتعلة أفسدت فرحة اليمنيين بشهر رمضان، فضلاً عن حرمانهم من إعداد الوجبات والأكلات الشعبية الخاصة بشهر الصيام جراء انعدام الغاز، إضافة إلى الحد من تنقلاتهم وزياراتهم للأقارب والأرحام كتقاليد اعتادوا عليها سنوياً. تجويع وفي 20 ابريل الجاري، قال وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح، إن ميليشيا الحوثي تحتجز 20 شاحنة وقاطرة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي، تحمل مساعدات إغاثية ومشتقات نفطية خاصة بالمستشفيات في محافظة إب. واعتبر في تصريح صحفي نقلته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن هذه الجريمة تأكيد على تحمل ميليشيا الحوثي مسؤولية تدهور الوضع الإنساني في المناطق غير المحررة.. مؤكداً أن هذه الإجراءات الإرهابية تتنافى مع كل أخلاقيات العمل الإنساني ومبادئ الأممالمتحدة. ظلام ويضيف المواطن حسن العنهمي، وهو أحد سكان العاصمة صنعاء، أن احتكار الحوثيين للمشتقات النفطية وفرضهم جبايات إضافية على المستثمرين في الكهرباء التجارية أغرق العاصمة صنعاء في الظلام، وبث روح الإحباط في أوساط السكان. وأضاف العنهمي في حديثه، أن اليمنيين اعتادوا على طقوس معينة خلال رمضان، ومنها صلاة التراويح والمكوث في المساجد ومشاهدة المسلسلات الرمضانية، إلا أن انعدام المشتقات النفطية وتوقف الكهرباء التجارية سيحول دون ذلك هذا العام. وتأتي عرقلة ميليشيا الحوثي الانقلابية لوصول المساعدات الغذائية إلى المواطنين وافتعالها الأزمات في المشتقات النفطية والغاز المنزلي، في إطار الممارسات الحوثية لتجويع اليمنيين وافتعال أزمات إنسانية تمكّنها من استعطاف المجتمع الدولي لوقف الحرب التي قد تُنهي انقلابها وتحرمها من الأموال التي تجنيها حساب حياة اليمنيين.
