قال مصدر رئاسي إنّ مبعوث الامين العام للامم المتحدة إلى اليمن البريطاني مارتن غريفيث تجاهل مراراً مطالب "الشرعية" فيما يتعلق ب"اتفاق السويد"، وكان يعتقد بأن هادي ضعيفًا، "وعبره سيمرر أي خطوات". وأوضح المصدر في تصريح لوكالة "الاناضول" التركية الذي ذكرت أنه فضّل عدم نشر اسمه، "تحدث هادي مع غريفيث خلال لقاءات سابقة، بأن تطبيق الحديدة لابد أن يتم وفق نصوص الاتفاق، وعدا ذلك فالأمر مرفوض". وأضاف المصدر "لم يأخذ غريفيث مطالب الرئاسة بجدية، وكان همّه الأكبر تنفيذ صوري للمرحلة الأولى من اتفاق الحديدة، لكن في الحقيقة كان فاشلُا، ولم يصل إلى تفاهمات مع الحوثيين لإخراج مخزون القمح من مطاحن البحر الأحمر". وكان الرئيس هادي رفض في مايو الماضي، مرارًا استقبال غريفيث، وأعقبها برسالة وصفت حينها ب"شديدة اللهجة" بعثها إلى أمين عام الأممالمتحدة أنطونيو غوتيريش شكا فيه "تجاوزات" المبعوث الأممي، و"سوء فهم غريفيث لطبيعة النزاع الدائر في اليمن، وخاصة العناصر الأيديولوجية والفكرية والسياسية لميليشيا الحوثي". وطلب هادي وفق الرسالة، من غوتيريش مراجعة "انتهاكات جريفيث والرد عليها بناءً على ذلك"، محذرًا من أن الحكومة اليمنية لن تتسامح مع استمرار تعيين جريفيث في منصبه ما لم تتوقف الانتهاكات. وذكرت الاناضول أنه وفقاً لمصادر أممية، فإن "غريفيث وصل حينها لطريق مسدود، وفكر جديًّا بالاستقالة قبل أن يقترح عليه مساعدوه التأني، وترتيب زيارة جديدة إلى الرياض؛ حيث يقيم هادي، لإعادة العلاقات بين الجانبين". وأشارت الوكالة إلى أن "هادي من جديد رفض استقباله، لتوفد الأممالمتحدة وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، التي أجرت مشاورات مع الرئيس اليمني قبل أيام". وأعلن مدير مكتب الرئاسة عبدالله العليمي، بعد ساعات من لقاء ديكارلو بهادي، أن الرئاسة تلقت ضمانات من الأممالمتحدة، بالتزام جريفيث، بتنفيذ اتفاق الحديدة ب"شكل صحيح". وكانت الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً وميليشيا الحوثي الانقلابية وقعا في ديسمبر 2018 اتفاقاً في العاصمة السويدية "ستوكهولم" بإشراف الاممالمتحدة ثلاثة اتفاقات يقضي الأول بانسحاب الحوثيين من الحديدة والثاني فك الحصار عن تعز، والثالث إطلاق جميع الأسرى من الطرفين. ودخل اليمن في أتون حرب أهلية منذ اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 وانقلابها على السلطة الشرعية المتوافق عليها دولياً. وتقود السعودية منذ مارس 2015 تحالفا عسكريا بهدف انهاء انقلاب الحوثيين واعادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي إلى اليمن. ويعد الهجوم الحوثي الثالث خلال أقل من يومين. ولم يصدر التحالف العربي الذي تقوده السعودية حتى الآن بياناً يؤكد أو ينفي نبأ الاستهداف. وكان التحالف أعلن أمس الجمعة (14 يونيو) اسقاط خمس طائرات حوثية مسيرة كانت تستهدف مطار أبها الاقليمي، وذلك عقب هجوم مماثله شنه الحوثيون يوم الاربعاء الماضي (12 يونيو) وإعلان متحدث التحالف العقيد تركي المالكي عن سقوط "مقذوف" حوثي في إحدى صالات المطار ما أدى إلى إصابة 26 مدنياً. وبلغت الصواريخ التي أطلقها الحوثيون صوب المملكة حتى يوم 12 يونيو الماضي، 227 صاروخاً باليستياً منذ اندلاع "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية في 2015. ودخل اليمن في أتون حرب أهلية منذ اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 وانقلابها على السلطة الشرعية المتوافق عليها دولياً. وتقود السعودية منذ مارس 2015 تحالفا عسكريا بهدف انهاء انقلاب الحوثيين واعادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي إلى اليمن.
