مؤلم ما شهدناه و شاهده العالم من مظاهر انتقامية بشعة بين أطراف الصراع جنوب الوطن. و يعكس أثر حجم الشحن المقيت تجاه الاخر. ما كانت الامور لتصل الى هذا الحد لولا النزعة الالغائية و الاستحواذية الانتهازية للممسكين بالسلطة من جهة و محاولة فرض خيارات غير وطنية بالقوة من جهة أخرى، هناك مشكلة و كان يجب التعامل مع أسبابها بموضوعية و كل اسبابها قابلة للحل شريطة قبول المشاركة لكل اليمنيين في سلطتهم و بدون استثناء لأحد، لا شمالا و لا جنوبا. دعوة المملكة العربية السعودية للطرفين للحوار و تجديد تأييد دولة الإمارات العربية المتحدة لهذا المسعى عبر وزير الشؤون الخارجية؛ يجب أن يقابل بالاستجابة حقنا للدماء و تلبية لمطالب المتضررين من التهميش و الاقصاء و حفاظا على وحدة البلد (اليمن). و لعل ذلك يفتح باب مناقشات أوسع لمن طالهم الإنكار و التهميش قبل اندلاع الحرب و إعادة النظر في مسببات الوقوف بوجه السلطة كون الأمر لم يعد يقتصر على قوى في الشمال فقط. أجدد شكري لجهود المملكة العربية السعودية لدعوتها للحوار والتلاقي و على سعيها للحفاظ على وحدة اليمن رغم ما تتعرض له من انتقادات في هذه المرحلة. و أرحب بما صدر عن الشؤون الخارجية لدولة الإمارات تأكيدها على مسار ( جدة) لحل الأزمة في عدن، بعيدا عن التصعيد و عن المساس بثوابت وطننا. متمنيا الا يتخذ أي طرف في داخل اليمن و خارجها التنافس على السلطة و النفوذ مبررا لقبول التقسيم و هو ما سيرفضه شعبنا بالتأكيد ولن يكون إلا مسارا متجددا لمزيد من الدم والدمار وعدم الاستقرار..