أثار وفاة موظف يمني نازح، في حادث مروري مؤلم، حين كان في طريقه على متن سيارة متجه من صنعاء إلى عدن لاستلام راتبه من الحكومة اليمنية المعترف بها، غضب شعبي وردود فعل واسعة. ووصف أكاديميون ونشطاء الفقيد عبدالرحمن مقبل العزعزي ب"شهيد الراتب"؛ مؤكدين أن وفاته ستعجل باقتلاع "الشرعية" الفاسدة و"مليشيا الحوثي" الناهبة، اللتين صادرتا مرتبات موظفي الدولة اليمنية منذ أكثر من أربع سنوات، دون اكتراث لمعاناتهم والامهم. واستنكروا الإجراءات المعقدة التي تتبعها الحكومة اليمنية الشرعية لامتهان كرامة الموظفين قبل صرف رواتبهم، مقابل استعباد ولامبالاة وغطرسة المليشيا المدعومة من ايران، وعدم اكتراثهما بصرف مرتبات موظفي الدولة بكافة المحافظات، وفشلها وعجزها في هذا الملف الانساني الملح، رغم الوعود التي قطعتاهما على نفسيهما أما المؤسسات النقدية الدولية والمنظمات الاممية والحقوقية. وطالبوا بسرعة إنهاء تلك التعقيدات الت اخترعتها حكومة الشرعية وتحويل الرواتب شهريا عبر أي شركة للصرافة عبر أي شركة صرافة غير بنك الكريمي الذي رفع أجور التحويل أضعافا مضاعفة وبنسبة تفوق 11 % وبما يمكن الموظف من استلام راتبه بدلا من إنفاق راتبه أجور مواصلات ونفقات سفر وإقامة. وأفادوا أن حكومة الشرعية، أجبرت جميع الموظفين النازحين على الحضور من مناطق سكنهم إلى عدن لمتابعة صرف رواتبهم، ما استدعى توجهه نحو عدن لاستلام راتبه، لكن القضاء والقدر كان أسرع من راتب الشرعية. ولفتوا الى أن النجاح الوحيد للحكومة الشرعية تمثل في ايقاف صرف مرتبات المتقاعدين المدنيين واساتذة الجامعات وموظفي الصحة وعدد من الجهات الاخرى، الواقعة في المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيا الحوثية، بعد أن كانت انتظمت في صرفها منذ مارس العام المنصرم، لكنها اوقفت الصرف منذ أكتوبر الماضي، بحجج واهية، بعد قيام الحوثيين بمنع وتجريم ومصادرة الطبعة النقدية الجديدة من العملة اليمنية. وأكدوا على أن الطرف اليمني الوحيد والذي سيعترف الشعب اليمني بشرعيته، هو من سيخفف من حجم معاناته، ويبدأ اولا بصرف المرتبات بكافة المحافظات دون استثناء وفقا لكشوف 2014، ويوفر الخدمات التعليمية والصحية للجميع دون تمييز. وناشدوا التحالف العربي الداعم للشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الى سرعة حل مشكلة انقطاع الرواتب، إن كانوا جادين في كسب اليمنيين الى صفوفهم لدحر انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة من ايران. ويعاني أكثر من مليون موظف مع أسرهم من اسوأ ازمة انسانية في التاريخ منذ انقطاع مرتباتهم في سبتمبر 2016، بعد قرار الرئيس هادي نقل وظائف البنك المركزي اليمني الى العاصمة المؤقتة عدن.
