سخر أخصائيون ومواطنون من القرارات والاجراءات المتأخرة، التي اتخذتها حكومة مليشيا الحوثي، غير المعترف بها، اليوم الثلاثاء، بشأن مواجهة "كورونا". واصفين الاعلان عن تلك القرارات ب"الصحيان المتأخر" بعد سبات عميق، ترك الحبل على الغارب للمتقولين والجهات الدنيا، الامر الذي فتح الباب على مصراعيه أمام التوجيهات المتناقضة في مضمونها، الفاقدة للتطبيق والامكانات على الواقع العملي، خصوصا أن جاءت بعد دعوة القيادي في المليشيا محمد علي الحوثي، عضو ما يسمى بالمجلس السياسي، لليمنيين إلى "التبرع لبناء محاجر صحية في المنافذ الحدودية دون انتظار منظمة الصحة العالمية"، متهما إياها في ذات الوقت ب"عدم تقديم أي شيء حتى الآن لهذا الاحتياج رغم التواصل المستمر معهم"؛ في اشارة الى عجز المليشيا التام عن اتخاذ أي اجراء في حال تفشى وباء كورونا، أمام نظام صحي شبه منهار. الحوثي لم يكتفي بذلك، بل جدد دعوته لليمنيين الراغبين بالعودة لبلادهم، إلى "البقاء بمكانهم لتوفر العلاج". من جانبها حكومة المليشيا التي يرأسها الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، أقرت اليوم، تأجيل كافة الفعاليات الرسمية والشعبية والمؤتمرات والندوات وورش العمل والحد من التجمعات، وإغلاق صالات المناسبات والحدائق العامة والحمامات البخارية والتقليدية كاجراءات احترازية. بالإضافة الى توجيهه بتعطيل الدراسة في المدارس والمعاهد التدريبية والجامعات لمدة شهر وتأجيل الامتحانات للصفوف الأساسية والثانوية وإغلاق المنافذ البرية والجوية، وتوجيهه لوزارة الصحة بزيادة عدد الفرق الصحية الميدانية وفرق الترصد والاستجابة، والتنسيق مع وزارة الإعلام للتوعية المكثفة بمخاطر التجمعات لأكثر من خمسة أفراد، وحث المواطنين على حصر تنقلاتهم خلال هذه الفترة فيما بين المدن وأن يقتصر خروجهم للأغراض الضرورية، مع توجيه وزارة الداخلية والسلطات المحلية باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتقاعسين عن تنفيذ قرار الإغلاق منعًا لانتشار وباء الكورونا. وعلى الرغم من كل تلك الاجراءات، الا أنها أغفلت الوسيلة الابرز في اطار مواجهة "كورونا" وهي مرتبات الموظفين بمناطق سيطرتها التي لم تحظى بأي اهتمام او تجاوب من قبل حكومة الاغراق وليس كما تسمي نفسها "الانقاذ"؛ كما يحلو للبعض تسميتها. وكانت وزارات التعليم الثلاث (العالي والفني والتربية) و وزارات النقل والثقافة والصناعة والتجارة والصحة، واللجنة العليا لمكافحة الاوبئة، وعشرات المكاتب التنفيذية في المحافظات والمديريات في المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيا اتخذت خلال الايام الماضية اجراءات وتوجيهات فردية متناقضة ومكررة، ليتوجها مجلس بن حبتور بصحيان متأخر اليوم، في بادرة نادرة على مستوى حكومات العالم أجمع.
