قد يكون انشغل العالم بمصدر الفيروس ، البعض يزعم أنه ناتج عن مؤامرة والبعض الآخر يزعم أنه ناتج عن الطبيعة ، هذا البعض يزعم أن المؤامرة ماهي إلا صنيعة العقل المتخلف ، ولو كان الفيروس صنيعة المؤامرة لما وصل إلى أمريكا بحسب قوله . أصحاب نظرية المؤامرة يستندون إلى تصريح المتحدث باسم الخارجية الصينية الذي قال إن الفيروس قد يكون انتقل إلى بلاده من الجيش الأمريكي ، وإلى تصريح الرئيس الأمريكي وتغريداته التي استخدم فيها تعبير " الفيروس الصيني " . ومع ذلك وبالرغم من انقسام العالم حول مصدر الفيروس ، إلا أنهم توحدوا حول مواجهته . لا يعنينا ما إذا كان الفيروس قد فر من أحد المعامل ، أو جاء بفعل الطبيعة ، بقدر ما يعنينا أن هذا الفيروس كشف للعالم كم هو بحاجة لبعضه البعض . لقد توحد العالم لمواجهة الفيروس ونسي خلافاته وثاراته المفتعلة ولو مؤقتا . ونتيجة لذلك كان العقلاء في اليمن يتوقعون أن قيادات المؤتمر والإصلاح سيوحدهم هذا الفيروس وسينسون خلافاتهم وثاراتهم التي دمرت اليمن وذهبت بالدولة . كان العقلاء يتوقعون أن الفيروس سيعلمهم درسا مختلفا هذه المرة . وأن بقايا العزة الوطنية ستتحرك لإنهاء الخلافات والثارات التي أودت بالدولة و هاهي تفتت ما تبقى من الجغرافيا . قولوا لي إذا كنت مخطئا فيما أذهب إليه من أن هؤلاء لم تعد فيهم رجولة ولا شبهها ، وإلا كيف تهنأ عيونهم بالنوم وعصابة الحوثي تعبث بكل شيء . جميعهم يلبسون الكمامات ويحملون المعقمات في جيوبهم لكنهم لا يتوحدون في مواجهة خطورة عدو أزلي عليهم وعلى اليمن والهوية الوطنية . اعتقدنا وكان اعتقادنا خاطئا أن هذه القيادات المحنطة المدنسة بأموال الذلة والدمى المتحركة ستجعل من كورونا نقطة مشتركة للالتحام في معركة مارب لوقف تمدد عصابة الحوثي والاستعداد لبدء معركة استعادة رجولتهم ليكتبوا آخر سطر ربما يكون مضيئا في سجل تاريخهم . إذا سقطت مارب فلن يفرق الحوثي بين إصلاحي ومؤتمري . وإذا لم تتحرك هذه القيادات التي تشكل عارا على الوطن والوطنية ، فلتبادر القواعد وتلبس الوطن ك"كمامة" تقينا فيروس الحوثي وتتوحد في مواجهته . عصابة الحوثي أخطر من فيروس كورونا ، فهي عدو كل اليمنيين . عدو لا يؤمن بدولة ولا وطن ولا كرامة . ولست بحاجة للتذكير بأن عصابة الحوثي ليست عصية على الهزيمة . فهي أوهى من بيت العنكبوت ، لكنها تنتصر لأننا جميعا وقلوبنا شتى ونستخدم المنصات الإعلامية ضد بعضنا البعض ، حتى أصبح الداعي إلى المصالحة كأنه أخطر من فيروس كورونا . خلاصة القول إن المصلحة اليمنية واحدة ، والخطر واحد . وليس هناك أخطر ممن اختطف الدولة وساعد على مجيء الطامعين باليمن إقليميا ودوليا . إذا كان خطر كورونا سيزول باللقاحات ، فإن خطر الحوثي لن يزول إلا بلقاح الوحدة بيننا وإنهاء الانقسام .
