تطرّق تقرير بريطاني إلى المبادرة التي أعلنها زعيم جماعة الحوثي الإنقلابية قبل أيام، عبدالملك الحوثي، لإطلاق سراح أسرى سعوديين في قبضة الحوثيين مقابل إفراج المملكة على معتقلين من حركة حماس الفلسطينية. وقال التقرير إن معظم الفلسطينيين يشعرون بالاستياء الكبير إزاء محاولة الحوثيين استغلال ملف أسرى حماس لتحقيق أهداف سياسية. وجاء في التقرير: يهدف الحوثيون من هذه المبادرة إلى إعطاء انطباع مزيف لليمنين والفلسطينيين بأن جماعة الحوثي تدعم القضية الفلسطينية، وترويج ذلك محلياً لاستقطاب مقاتلين جدد إلى صفوفها. ووصف التقرير المبادرة الحوثية بأنها غير جادة. ودلّل على ذلك بعدم قيام الحوثيين بالتشاور مع حركة حماس على الإطلاق بخصوص المبادرة، بحسب تصريحات القيادي في الحركة محمود الزهار. وبحسب التقرير، فقد كافحت الحركة لإبعاد نفسها عن الحرب الكارثية في اليمن. لكن مبادرة الحوثيين تعيد عن عمد تورط حماس في هذه المعركة ، دون موافقتها وضد إرادتها. نص التقرير: في مبادرة مفاجئة ، أعربت جماعة الحوثي في اليمن عن استعدادها لإبرام صفقة تبادل للأسرى مع السعودية ، حيث سيتم إطلاق سراح أسرى سعوديين في اليمن مقابل إطلاق سراح 60 من معتقلي حركة حماس الفلسطينية في المملكة. وفي خطوة لافتة ، أعرب زعيم الحوثيين في اليمن ، عبد الملك الحوثي ، عن استعداده للإفراج عن خمسة سعوديين ، من بينهم طيار ، مقابل إطلاق سراح سجناء حماس المعتقلين في المملكة العربية السعودية. انتظرت حماس ساعات عدة بعد تصريحات الحوثيين قبل أن تصدر بيان رسمي وأعربت فيه عن دعمها لأي جهد قد يسهم في إطلاق سراح المعتقلين. كانت مبادرة الحوثي مفاجأة كبيرة لجميع الأطراف ، وخاصة المملكة العربية السعودية وحتى حركة حماس التي لم تعرف شيئاً عن هذه المبادرة إلا من خلال الإعلام. يريد الحوثيون أن تصبح قضية معتقلي حماس مادة للتداول الإعلامي ، وفرصة لإحراج المملكة سياسياً في المنطقة ، وتحديداً بين الرأي العام العربي، بحسب ما يراه خبراء ومراقبون. ومن خلال إعلانهم عن هذه المبادرة يحاول الحوثيون تسليط الضوء مرة أخرى على انتكاسة التحالف العربي (وتحديداً السعودية) في الحرب في اليمن. ويقول كثيرون إن جماعة الحوثي غير جدية وتحاول استغلال ملف أسرى حماس لصالحها، ففي الوقت الذي أعلن فيه الحوثيون عرضهم بتبادل معتقلي حماس مع السجناء السعوديين ، تعرضت المدن السعودية لضربات جوية من الحوثيين ، مما يستبعد أي نوايا جادة من الحوثيين تجاه معتقلي حماس. أما حماس فقد بذلت جهوداً مع العديد من الأطراف العربية والإقليمية لإيجاد حل لهذه الأزمة الحالية مع السعودية، خاصة في ظل تنامي العلاقة بين الحركة الفلسطينية وإيران. وقد ورّطت المبادرة الحوثية حركة حماس، وأدخلتها رغماً عنها في أزمة الاستقطاب بين الحوثيين والسعودية. وقد كافحت الحركة لإبعاد نفسها عن الحرب الكارثية في اليمن. لكن مبادرة الحوثيين تعيد عن عمد تورط حماس في هذه المعركة ، دون موافقتها وضد إرادتها. وفيما يتعلق بالرأي العام الفلسطيني ، برز الجدل حول مبادرة الحوثيين. ففيما يرى عدد قليل من الفلسطينيين فيها دعمًا حقيقيًا من الحوثيين للقضية الفلسطينية وخطوة نحو إنشاء تحالفات جديدة في المنطقة إلا أن غالبية الفلسطينيين تقول أن الهدف من المبادرة لم يكن التضامن مع المعتقلين الفلسطينيين بل كان تجميل صورة الحوثيين أمام الفلسطينيين والعرب. وتجدر الإشارة إلى أن الحوثيين أغلقوا مكاتب حماس في العاصمة صنعاء ، واستولوا على الجمعيات والمؤسسات الفلسطينية ، من خلال اعتقالهم الموظفين. لذلك ، تبدو مبادرة الحوثي كخطوة بسيطة لتحقيق أهداف سياسية. ويهدف الحوثيون منها إلى إعطاء انطباع مزيف لليمنين والفلسطينيين بأن جماعة الحوثي تدعم القضية الفلسطينية. بالإضافة إلى ذلك يسعى الحوثيون لاستخدام هذه الدعاية لتجنيد مقاتلين جدد والدفع بهم إلى جبهات الحرب بحجة قتال السعودية. ويقول كثيرون إن حماس لم تكن تعرف أصلاً بمبادرة الحوثيين إلا من خلال شاشات التلفاز. وأكد القيادي في حماس محمود الزهار هذه الأنباء ، وقال إن جماعة الحوثي لم تنسق مع حركته مسبقاً بخصوص المبادرة التي أعلن عنها زعيم الحوثيين، وأن قيادات حماس تفاجأوا بها. الجدير بالذكر أن بعض الآراء قد تعتبر المبادرة مصدر إحراج لحماس ، لأنها تحاول تثبيت تورطها في المشروع الإيراني الذي ينتمي إليه الحوثيون. ومن غير المتوقع أن ترد السعودية على مبادرة الحوثي وستتعمد تجاهلها ، لأن هذا سيظهر أنها عرضة للابتزاز ، وبالتالي فهي مجبرة على تنفيذ تهديدات خصومها الذين يقاتلونها في اليمن. علاوة على ذلك ، ربما كانت السعودية ستقبل مبادرة الحوثيين إذا عرضت الجماعة مبادرتها للسعودية من وراء الكواليس ، بعيدًا عن التداول الإعلامي. كان هذا سيؤكد صدق نوايا الحوثيين في عدم إحراج السعودية ، وربما لو وصلت المبادرة إلى الرياض عبر الوسطاء ، سراً ، لكانت قد تعاملت معها ببعض الجدية – لكن ذلك لم يتحقق. وأخيرًا ، يجمع الفلسطينيون على إدانة المبادرة الحوثية، لكنهم ينقسمون في رؤيتهم تجاهها إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول يرى أن مبادرة الحوثي ليست أكثر من دعاية ، والقسم الثاني يرى أن السعودية ستتجاهل هذه المبادرة لأنها غير جدية ، على الأقل الآن ، والقسم الثالث يرى أن المبادرة قد تضر بالعلاقة المتوترة بالفعل بين حماس والمملكة العربية السعودية.
