غبي من يظن أن أول حالة فيروس كورونا التي تم اكتشافها بحضرموت ستقف عند هذا الحد....العدد سيتضاعف. بالعقل و بالمنطق و بالعلم .. فلا يوجد فيروس و عدوى يظل في جسد واحد . و نظرية المؤامرة و التقليل من شأن هذا الحدث , يعتبر جريمة بحد ذاتها. فإذا ما علمنا ان وباء كورونا اثبت لأوروبا و أمريكا و العالم ضعف البنية و الجاهزية الطبية و الصحية فيها و هي بالنسبة لنا دول متقدمة بعشرات السنين عنا , فما بالك في وضعنا الصحي المتهالك و المتخلف اصلا كبقية أوضاعنا في البلد.. . فالوقاية خير من العلاج هنا في وضعنا الحالي ضرورة قصوى و اجراء التدابير المشددة والقصوى واجب وطني على جميع الأطياف السياسية و الدينية و الشعبية افرادا و جماعات. ان ما حصل من ردود أفعال متباينة بعد أول حالة كورونا في اليمن بعد يوم فقط.. كانت في بعضها مثير للجدل و السخرية في آن واحد ... فعشاق نظرية المؤامرة افرزوا هرطقاتهم و فلسفتهم في وسائل التواصل تارة بأنها لعبة حكومية لجمع أموال المساعدات و تارة بأنها خطة اممية لتدمير اليمن ( المدمر أصلا ) و تارة لمحاولة تصفية حسابات شخصية . الاسوء من ذلك تأتي هذه التصريحات من بعض النخب السياسية التي هي أصلا من فئة خليك في البيت التي احتاطت من كورونا قبل كورونا نفسه. و المضحك المبكي ان استندوا الى إشاعة و صورة من موقع يقول ان الصحة العالمية اعتذرت و سوف تصحح هذا الخطأ و أنهم تواصلوا مع المنظمة بهذا الشأن.. طيب يا محترمين فين كنتم فترة الكوليرا و حمى الضنك و المكرفس طالما معكم هذا العلاقة و التواصل المتين مع المنظمة؟؟؟؟. يجب ان نتعلم من تظافر الشعوب التي أصابها هذه ( الجائحة ) و ليس الوباء لان الجائحة اكبر من الوباء.. نتعلم منها الالتزام والوعي وكيفية مجابهتها لهذا الفيروس.. ولكم في الفرق بالتعامل الصيني و الألماني مقارنة ب الايطالي و الاسباني و الأمريكي درس اذا كنتم تفهمون. إن فيروس الجهل (استغلونا ) أكثر خطورة وضراوة على حياتنا و صحتنا و تنميتنا بل و على أطفالنا و مستقبلنا.... فبهذا الفيروس سنستمر في قاع الدول إذا لم نكافحه لأنه سيؤدي أجيال المستقبل وستظل اثاره عشرات السنين و يحتاج لعلاج وقت أطول من أي مرض آخر. لذلك أقول .. لتلك الفئة إذا ما حصل و ان كنت اتمناه و لم تظهر حالة أخرى فأنتم على حق... ولكن إن ظهر و هذا الأكيد و اهو دليلي الذي اراهنكم فيه بكل اسف ... فأرجوكم ان ترحمونا وتخلصونا من جهلكم الذي هو أسوأ من الكورونا.