أعتبر اللواء الركن متقاعد حسين محمد معلوي، قائد حرب درع الجنوب عام (2009 م) ضد الحوثيين، أن إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي طعنة لجهود دول التحالف العربي، ولجهود المبعوث الدولي السيد غريفيتس، والمجتمع الدولي، الساعية لإنهاء الصراع في اليمن. وقال في لقاء صحفي ان اعلان الحكم الذاتي جعل المجلس الانتقالي يدفن نفسه بين أنقاضه؛ فهو لا يمتلك مقومات الدولة التي تلبي رغبات الشعب في جنوباليمن؛ لأنه ليس لديه موارد مالية، ولا يسيطر على مناطق الثروة في الجنوباليمني، ولا يحكم البنك المركزي الذي يستند إلى الوديعة السعودية، وليس له مساندة شعبية ذات ثقل خاصة في ظل المظاهرات الأخيرة في عدن بعد كارثة السيول التي تطالب بالإيواء والماء والغذاء والدواء والمواصلات والكهرباء، وجميع الخدمات التي لا يستطيع المجلس الانتقالي تأمينها. واكد ان هذه الخطوة المفاجئة من المجلس الانتقالي تقود إلى إطالة الحرب الأهلية اليمنية رغم الجهود الجبارة من التحالف العربي والأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإنهائها. وتابع حديثه لصحيفة "سبق": ويضاف إلى ذلك أن المكونات السياسية الجنوبية الأخرى لم تؤيد ما قام به المجلس الانتقالي. وإزاء هذا الانقلاب من المجلس الانتقالي على اتفاقية الرياض صدر بيان من التحالف العربي، يدين بصراحة ووضوح ما قام به المجلس الانتقالي، ويُطمئن الحكومة الشرعية على ثبات مواقفه، ويؤكد مصلحة الشعب اليمني، وضرورة إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل إعلان المجلس الانتقالي الأخير، وضرورة إلغاء أي خطوة تخالف اتفاق الرياض. كما طالب التحالف في بيانه بوقف أي نشاطات أو تحركات تصعيدية. وأوضح التحالف دعمه للشرعية اليمنية، ووحدة الأراضي اليمنية. وعلى ضوء هذا الموقف من التحالف، الذي تقوده السعودية والإمارات العربية المتحدة، انسحبت أو سارت على نهجه المواقف الإقليمية والدولية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، وغيرها، التي لم يؤيد أيٌّ منها خطوة إعلان المجلس الانتقالي. وطالب الجميع بتنفيذ اتفاق الرياض بشكل عاجل، وحل القضية اليمنية وفقًا لاتفاقية مجلس التعاون ومخرجات الحوار اليمني. وتابع: ما قام به المجلس الانتقالي من خطوة إعلان قيام الإدارة الذاتية يعني تعطيل اتفاق الرياض الذي يحفظ الحقوق السياسية لجميع الأطراف، ويحفظ وحدة الأراضي والسيادة اليمنية، ويراعي المصالح الاقتصادية والأمنية المشروعة للدول الإقليمية والدولية؛ وبالتالي فإن تعطيل هذا الاتفاق الذي تمت دراسته بعناية من جميع الجوانب سيؤدي إلى تأخير الحل الشامل للحرب الأهلية اليمنية، ويعتبر خدمة لإيران والحوثيين؛ لأنه يضعف من الموقف التفاوضي للحكومة الشرعية أمام الحوثيين؛ لأن موقفها التفاوضي ليس موحدًا كالحوثيين؛ والسبب في ذلك الموقف السلبي للمجلس الانتقالي بإعلانه الأخير. وتابع: لقد لاحظ المراقبون أن إدارة المملكة العربية السعودية الصراع اليمني – اليمني، باعتبارها زعيمة التحالف العربي لنصرة الشرعية اليمنية، تعتمد على المبادئ الدولية، وعلى السياسة الواقعية، والدبلوماسية الحكيمة والهادئة لمعرفتها العميقة بفسيفساء الشعب اليمني. وأضاف: وبالتالي فقد أعطت -ومعها دول التحالف- مكونات الشعب اليمني وقواه السياسية المتصارعة ما يكفي من الوقت لحل خلافاتهم، وضحَّت بالكثير من الجهد والأموال لإيجاد مبادرات لإنقاذ هذا الشعب اليمني العربي من ويلات حروبه، والسقوط في أحضان الدولة الفارسية التي تريد السيطرة على اليمن من خلال عملائها الحوثيين الذين يتفرجون بشماتة وفرح على الصراع بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الغارق في أوهامه في جنوباليمن. وبيّن أن سرعة تنفيذ اتفاق الرياض صار مطلبًا للشعب اليمني بأكمله؛ لأنه يدفع الثمن غاليًا بسبب انحراف النخب السياسية اليمنية، وتقديمها مصالحها الشخصية على المصلحة الوطنية، بل إن الخطر التوسعي الإيراني يجد له من بينهم عملاء، كالحوثيين، وهذا يعتبر عارًا تاريخيًّا، يُسجل لتلك النخب السياسية والقبلية والحزبية، ومخجلاً، وحزينًا. وقال: لقد أوضح كل من نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، و وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، الموقف السعودي الثابت الذي لم يتخلَّ عن دعم اليمن، وضمان وحدته وأمنه واستقراره، وأن على أطراف الصراع والساسة في اليمن إدراك أن لكل شيء نهاية، وأن تخاذلهم، وعدم اتحادهم وإدراكهم للخطر التوسعي الإيراني وعميلهم الحوثي، سيجعل بلدهم في مهب الريح.