حذرت وكالات الإغاثة الدولية من أن آلاف الأشخاص في اليمن قد يموتون بسبب الكوليرا دون الكشف عن سبب الوفاة الحقيقي لأن الناس خائفون للغاية من طلب العلاج في المرافق الصحية التي تعاني من كورونا. من المقرر أن تصل حالات الإصابة بالفيروس التاجي في البلد الذي مزقته الحرب إلى ذروتها في الأسابيع المقبلة، لكن أوكسفام حذرت من أن المراكز الصحية تشهد انخفاضًا غير متوقع في حالات الكوليرا. ووفقا لما نشرته الجارديان البريطانية، يعاني اليمن بالفعل مما تم وصفه بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج ما يقرب من 80 ٪ من السكان إلى مساعدة عاجلة، كما يواجه اليمن أزمة غذائية متفاقمة. كما عانت البلاد من أسوأ تفشي للكوليرا في العصر الحديث، بإصابة 110000 حالة بين يناير وأبريل من هذا العام. أدى انخفاض بنسبة 50٪ في الأشخاص الذين يسعون إلى علاج الكوليرا في الأشهر الثلاثة الماضية إلى القلق من أن عشرات الآلاف من الناس يتجنبون المراكز الصحية خوفًا من الإصابة بالكورونا. وقد تفاقم هذا القلق من حقيقة أنه، وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن نصف المصابين بالكوليرا في البلاد سيموتون بسبب المرض إذا تُرك دون علاج. كانت أول حالة إصابة بالفيروس التاجي تم الإبلاغ عنها في البلاد في أبريل، وعلى الرغم من أنه تم تسجيل 1644 حالة فقط رسميًا بحلول 22 يوليو، فمن المرجح أن يكون الرقم الفعلي أعلى بكثير بسبب نقص الإبلاغ ونقص مرافق الاختبار. وقال محسن صديقي، مدير منظمة أوكسفام لليمن: “اليمن في طريقه إلى كارثة مروعة حقا حيث يمكن أن تصل الكوليرا وكوفيد إلى الذروة في الأسابيع المقبلة. اليمنيون بحاجة ماسة إلى إنهاء القتال الذي دمر المرافق الصحية وترك المجتمعات أكثر عرضة للفيروس.وبدلاً من إظهار أن الكوليرا تحت السيطرة، فإن الأرقام الرسمية المنخفضة تدل على عكس ذلك تمامًا. ويعني نقص المرافق الصحية العاملة والناس الذين يخشون الحصول على العلاج أن الأرقام التي تعاني من هذه الأمراض لا يتم تسجيلها بشكل كبير. ” كما تضرر اليمن من التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الفيروس التاجي. ويعني تراجع التحويلات وحتى القيود الأكثر تشددًا على الواردات الغذائية الحيوية حدوث زيادات كبيرة في أسعار المواد الغذائية ودفع ملايين اليمنيين إلى أزمة الجوع.
