وفاة أمير الكويت لم تسبب الحزن للشعب الكويتي او شعوب الخليج فقط ، بل ان الكل حزن على هذا الامير الحكيم الذي يلجأ الجميع اليه للاستنارة برأيه الراجح او نصيحته الحكيمة في كثير من الشؤون العربية ، فليتغمده الله بواسع رحمته ويجعله من اهل الجنة . ومع هذا المصاب الجلل للكويت والامتين العربية والاسلامية بفقدان مثل هذا العملاق ، لم تسلم الكويت من المتربصين والمتصيدين للاخطأء والذين يسعون لكشف العثرات وتتبع الزلات ، فقد اعتبر الجميع ان اعلان التلفزيون الكويتي الرسمي خلال نشرة الأخبار الرسمية عندما وصفت وزير خارجية حكومة ميليشيا الحوثي الإنقلابية هشام شرف ب" وزير خارجية اليمن الشقيق"، بأنه امر فادح وامر لا يغتفر، وعبر الكثيرون عن صدمتهم وذرفوا دموع التماسيح واعتبروا ذلك اعتراف كويتي بشرعية حكومة الحوثيين الانقلابية. بالله عليكم هل يعقل هذا! ..امير الكويت المحبوب يرحل عن هذه الدنيا الفانية ونحن نبحث عن زلة او خطأ ، فهل كان على القناة الكويتية او وكالة الانباء الكويتية والعاملين فيها ان يقضون شهر كامل لترتيب الاسماء والصفات والمناصب ، وربما لا يكفي شهر لنشر عزاء المسؤولين لأنه بدون شك كان هناك كم هائل من التعازي لهذا الراحل الذي اعترف العدو قبل الصديق بمهارته السياسية وحنكته القيادية . الكويت هي الدولة الوحيدة من بين كل دول مجلس التعاون الخليجي التي تعاملت مع اليمنيين وكأنهم كويتيين قبل ان ينقلب عليهم الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح ويخرب العلاقات الاخوية مع الاشقاء في الكويت ويقف الى جانب الغزو العراقي ويرفض الموافقة على استخدام القوة لاخراج جيش صدام من الكويت. والجميع يعرف ان سياسة الكويت كانت ولا تزال وسطية تسعى الى تحقيق السلم والوئام بين كافة الاطراف ، فقد سعت بكل ما اوتيت من قوة لاصلاح الشأن الخليجي بعد قطع العلاقات مع قطر ، وفي الشأن اليمني جمعت الحوثيين مع الحكومة الشرعية الذين لم يكن السلام من اكبر اهتمامهم بل حولوا غرف الفنادق في الكويت الى ساحات لتناول القات المخدر مع استلام مصروف يومي يكفي ان يشبع الجائعين في كل ارجاء اليمن . وقد احسنت الامارات صنعا حين اقترحت ترميم العلاقة مع قطر واعادة اللحمة الخليجية بين شعوب الخليج تكريما لوفاة امير الكويت الذي سعى لتحقيق ذلك ، وفشلت كل محاولاته فسعت الامارات لتكريمه بعد رحيله باعتبار انه كان يتمنى ان يكون البيت الخليجي موحدا لأن الاعداء يتربصون بهم من كل جانب. علينا التوقف عن التمثيل والادعاء ان الامر كان صادما وغير مقبول ، وعلينا ان لا نحمل الكويت ذنبا لم ترتكبه ولم تعلنه ، ومن حكمة اهل الكويت انهم سارعوا لحذف المقطع الذي اثار الجدل، وكذلك فإن وكالة الانباء الكويتية حذفت خبر التعزية المقدمة من وزير خارجية الحوثيين، فلماذا ننسي كل ما فعلته الكويت وما قدمته لكل الاشقاء والاصدقاء ونتذكر فقط انها ارتكبت خطأ سارعت هي بنفسها لتصحيحه دون ان يطلب منها احد ذلك ..قاتل الله المتربصين والذين يصطادون في الماء العكر وحفظ الله شعب الكويت وأميرها الجديد ليقود شعبه وبلاده الى الخير والامن والامان . اليمنيين مشهورون بتسامحهم ووصفهم الرسول عليه الصلاة والسلام بأنهم ارق قلوبا والين افئدة وانهم اصحاب ايمان وحكمة لذلك فهم يترفعون عن الزلات والاخطأ البسيطة ، ولا يلتفتون للصغائر التي وقعت فيها القناة الفضائية الكويتية ، لأن اليمنيين شمالا وجنوبا يدركون ان الكويت كانت ولا تزال تقف الى جانبهم وتمد يدها بالعون والمساعدة دون من او اذى...هذه هي طريقة اهل اليمن لرد الجميل للكويت وشعبها الكريم وأميرها الراحل طيب الله ثراه .
