أكدت احتجاجات اليوم، التي كانت حقا" وتعبيرا" سلميا" ،أن الحكومة والمواطن في إتجاه واحد.. الحكومة التي تشكلت منذ شهرين ونصف فقط، ورافقتها مزاعم من قبيل أنها حكومة يتقاسمها التحالف.. حكومة السفير.. حكومة الخارج.. تسميات ومزاعم صنعتها أطراف تضررت من حضور حكومة وطنية أبعدت نافذين عن حالة التصدر والعبث الذي مارسوه طيلة أعوام حرب يتأملون أن تستمر. أتت إحتجاجات المواطنين لتظهر زيف هذه المزاعم، وأننا مع حكومتنا في ذات الإتجاه والموقف من حرب الأطراف والتحالفات. والمواطن في الداخل لم يعد على درجة من عدم الوعي بما دار ويدور ، يعلم الخطوات التي قامت بها الحكومة والسلطة المحلية خلال هذه الفترة القصيرة واقتربت بها من مكامن العبث سواء في البنك المركزي، مؤسسة الكهرباء، مصافي عدن ومختلف القطاعات. يمكن لنا جميعا" أن نشجع تأجيج الوضع أكثر وصولا" لإنفجاره، لكن ما هي ضريبة تراجع آخر؟ ربما لم يكن لدينا في المرات السابقة ما نخسره، فالمسافة بين ما يعانيه المواطن داخل البلاد وما ترسمه طموحات ومشاريع نافذي ومسؤولي الخارج كانت كبيرة. لكننا نمتلك اليوم حكومة تتواجد وتثبت وتعايش ما يجري، رغم ما واجهته من تحديات سريعة وبشكل هجومي ملحوظ.. حكومة تشبه مواطنيها اللذين يبحثون عن حق أرضهم ومواردهم وإستغلالها بأنفسهم.. حكومة يرى فيها رؤوس الفساد عبئا" عرقل ما مارسوه طويلا" على حساب البلاد وأهلها. إحتجاجات اليوم لا يجب أن تتضاءل لتصبح مجرد حالة تنفيس وقتي عن ما يتم من خنق للعاصمة عدن، ولا أن تذهب في إتجاهات مبالغة تبحث عنها أطراف عديدة لإستغلالها لا أكثر بعيدا عن حاجة المواطنين ومتطلباتهم.. يجب أن تتواصل في محلها الصحيح مؤازرة لدور الحكومة والسلطة المحلية، وتستكمل ما يجب أن يتم من إجراءات عاجلة وتغييرات تشمل جميع المحافظات وتمنح المساحة الكاملة لعمل حكومي لن يسنده سوى ذلك المواطن.