قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن "المرشد الإيراني علي خامنئي يتراجع في اللحظة الأخيرة عندما يواجه خيارات صعبة"، في تحليلها للمحادثات النووية الجارية في فيينا؛ بحسب ما نقله "إرم نيوز". وأوضحت الصحيفة في تقريرها الذي نشرته صحيفة "إندبندنت" باللغة الفارسية، اليوم الجمعة، أن "الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مثل أي مسؤول إيراني آخر وأي شخص آخر يصبح مرناً عندما يواجه خيارات صعبة". وأضافت أن "زعيم الجمهورية الإسلامية لن يكون أمامه في نهاية المطاف خيار سوى قبول مقترحات الطرف المفاوض"، في إشارة للأطراف الغربية التي تتفاوض مع إيران بشأن الاتفاق النووي المبرم عام 2015. واستشهدت الصحيفة في تقريرها بتراجع إيران واتفاقها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء الماضي، على استبدال كاميرات المراقبة في منشأة تسا النووية في مدينة كرج غرب طهران. لكن وفقاً ل"جيروزاليم بوست"، أظهر هذا التطور أن إبراهيم رئيسي، مثله مثل المسؤولين الإيرانيين الآخرين، يصبح مرنا عند مواجهة خيارات صعبة. وأضافت أن "إيران ورئيس الدولة، قبل أشهر وحتى قبل أربع وعشرين ساعة من الاتفاقية الجديدة، أصرت على أنها لن تتراجع ولو سنتيمترا واحدا عن موقفها، لكنها تراجعت في الأخير". وكانت إيران قد أعلنت في الأشهر الماضية رفضها السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إلى المنشأة النووية في مدينة كرج واستبدال كاميرات المراقبة التي تدمرت بسبب هجوم وقع مطلع يوليو الماضي. والسؤال بحسب الصحيفة هو ما الذي يعنيه هذا التغيير بالنسبة لمستقبل المحادثات النووية؟ هل سيمنع الغرب طهران من امتلاك أسلحة نووية؟ وأجابت الصحيفة: "على المدى القصير، تراجعت حكومة إبراهيم رئيسي بشكل واضح بعد أن هددت الولاياتالمتحدةإيران مع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع الوكالة بنهاية ديسمبر الجاري". وأضافت: "لكن على المدى المتوسط، قد تكون هذه الخطوة علامة على أن إيران أكثر مرونة في العودة إلى القيود المفروضة على برنامجها النووي". وأشارت إلى أنه "من الصعب تصور سبب توصل إيران إلى اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا لم تكن تنوي التوصل إلى اتفاق مع القوى العالمية". وتابعت: "في هذه الحالة، كانت مناورات الرئيس الإيراني التي استمرت ستة أشهر فقط لمعرفة ما إذا كانت الولاياتالمتحدة قد تقبل شيئا جديدا، أو على الأقل تثنيها عن توسيع نفوذها، ونتيجة لذلك، قد تجبر الولاياتالمتحدة والغرب إيران على العودة إلى العقوبات النووية في عام 2022 ". ويشعر مسؤولون أمنيون إسرائيليون بالقلق من أن إستراتيجية إيران خلال الأشهر الستة الماضية كانت تخصيب 60% من اليورانيوم، بهدف إخفاء ما يكفي لصنع قنبلة نووية قبل العودة إلى الاتفاق النووي. ويشير المسؤولون إلى أنه من الأسهل والأسرع جلب 60% من اليورانيوم المخصب إلى 90% لأن حجم المواد وعدد أجهزة الطرد المركزي المطلوبة أقل بكثير من التخصيب عند المستويات الأدنى.