أعلنت الإمارات، الإثنين، اعتراض صاروخ بالستي أطلقته جماعة الحوثي من محافظة الجوف اليمينية، ومع هذا النبأ انتشرت العديد من المقاطع والصور المزيفة التي ادعت أنها تظهر آثار الهجوم. وأكدت الإمارات أنها اعترضت الهجوم وأن بقايا الصاروخ سقطت في مناطق غير مأهولة بالسكان. بينما انتشرت مقاطع مزيفة، أظهرت أحداثا سابقة في الإمارات وأخرى لم تكن في الإمارات أصلا: "صواريخ في سماء الإمارات" انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة ادّعى ناشروها أنّها تعود لهذا الهجوم. إلا أنّ هذه المشاهد منشورة منذ العام 2018 على أنّها لصواريخ استهدفت السعوديّة. https://twitter.com/i/status/978020842876690432 يظهر في اللحظات الأولى من أحد المقاطع جسمٌ مضيء يسقط فوق منطقة غير معروفة ليلاً، وفي الجزء الثاني أجسامٌ مضيئة تومض في سماء منطقة سكنيّة، وقد جاء في النصّ المرافق "عاجل الإمارات الآن". بدأ انتشار هذا المقطع في 31 يناير 2022، غداة إعلان وزارة الدفاع في أبوظبي اعتراض وتدمير الصاروخ البالستي، من دون أن تتسبّب عملية الاعتراض في "أية خسائر"، في ثالث هجوم يشنه الحوثيون على الإمارات هذا الشهر. من جهة أخرى، قال المتمردون إنهم سيعلنون خلال ساعات عن عملية "في العمق الإماراتي". وتزامن الهجوم الجديد مع زيارة للرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى الإمارات، هي الأولى التي يجريها رئيس للدولة العبرية إلى دولة خليجية. إلا أنّ الفيديو المتداول على أنّه يظهر الهجوم الأخير قديم. وقد أظهر التفتيش أنّ الجزء الأوّل من الفيديو منشور قبل سنوات، وقيل آنذاك إنّه يُظهر صواريخ بالستيّة تسقط في السعوديّة. ونشرت هذه المقاطع في 26 مارس عام 2018، في اليوم نفسه لإطلاق المتمردين الحوثيين سبعة صواريخ بالستية على السعودية. وحينها أكدت الرياض اعتراض دفاعاتها الجوية للصواريخ "لكن عاملاَ مصرياً قتل وأصيب ثلاثة أشخاصٍ آخرين بجروح بسبب سقوط شظايا على منزل". "آثار الهجوم" كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ادعى ناشروها أنها لحرائق وأضرار في منشآت ومطارات بعد تعرضها لصواريخ الحوثيين. إلا أن الادعاء غير صحيح، والصور الأربع الظاهرة في منشور متداول قديمة. يتضمن المنشور أربع صور لحرائق ضخمة وما يبدو أنها صواريخ أطلقت في السماء. وجاء في التعليق المرافق "عاجل.. للمرة الثالثة خلال هذا الشهر تم استهداف بعشرات الصواريخ البالستية مطارات ومنشآت نفطية وتجارية في العمق الإماراتي". وأظهر التفتيش عبر محركات البحث أن الصورة الأولى منشورة على مواقع إخبارية سعودية في 16 أكتوبر 2020 على أنها لحريق اندلع في أحد مصانع الرياض. أما الصورة الثانية، فتبيّن أنها منشورة على مواقع إخبارية عدّة منذ أكثر من خمس سنوات، على أنها تُظهر إطلاق صاروخ بالستيّ على مطار الملك عبد العزيز في جدة. إلى ذلك، البحث عن الصورة الثالثة أظهر أنها مقتطفة من فيديو قديم نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي على أنه يصور استهداف الحوثيين منطقة جيزان في السعودية قبل أكثر من سنة. أما الصورة الرابعة، فقد أرشد التفتيش إلى النسخة الأصلية منها منشورة على موقع "ألامي" للصور، وتظهر القبّة الحديدية تعترض صاروخاً في مدينة أشدود جنوب إسرائيل في الثامن من يوليو 2014. "حريق برج خليفة" أيضا، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو ادعى ناشروه أنه يصوّر اندلاع حريق في برج خليفة بعد تعرضه لصواريخ الحوثيين. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو لا علاقة له بالتطورات الأخيرة بل يعود لحريق فندق في دبي عام 2016. يظهر في الفيديو برج شاهق تندلع فيه النيران. جاء في التعليق المرافق "إخلاء الأبراج والمولات التجارية وبعض المنشآت في دبي وأبو ظبي بسبب القصف الصاروخي على الإمارات. وهذا الفيديو يوضح". عدا عن أن خبر احتراق برج خليفة بسبب هجوم الحوثيين ليس صحيحاً، وفقاً لصحافيي وكالة فرانس برس في دبيّ، أرشد التفتيش على محرّكات البحث عن الفيديو إلى مقاطع مشابهة نشرتها وسائل إعلام عدّة قبل سنوات. وتُظهر هذه المقاطع حريقاً اندلع في أحد فنادق دبيّ قبيل الاحتفال برأس السنة عام 2016. والحريق الذي اندلع في فندق "ذا أدريس داون تاون" القريب من برج خليفة، أعلى مبنى في العالم، نتج عن احتكاك كهربائي وأدى إلى إصابة 16 شخصاً آنذاك. (فرانس برس) https://twitter.com/Twitter/status/1375205121819353092
