انتشر المدح والتطبيل للأسف وخاصة بين من يسمون أنفسهم النخبة. ومُدمن المدح والتطبيل لا يحترم ذاته ولو كان يُكرم نفسه لما طَبَّلَ في كل محفل ومدح في كل حدث. والمدح في الغالب هو نوع من التكسب المادي أو السعي للبقاء أو الحصول على المنصب، ولا بارك الله في مال أو منصب يريق ماء الوجه ويهين الرجال. ولعل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( احثوا في وجوه المداحين التراب ) فيه لفتة وهي أن هؤلاء يُريدون بمديحهم وتطبيلهم أن يُحثى لهم المال أو يحصلون على العطاء لذلك ناسب أن يحثى في وجوههم التراب وأكذب المدح ماكان من الصغار للكبار وأصدقه ماكان من الكبار للصغار ولا بأس بالمدح إذا كان للتشجيع أو لإنصاف المهضوم والمدح في الغالب قرين الكذب لأنه يُطلِق على الممدوح أوصافا ليست فيه!! وقد يكون شعبة من النفاق لأن صاحبه يمدح اليوم من كان صاحب مال أو جاه أو منصب فإذا تحولت عنه الدنيا تركه أو ذمه وذهب ليمدح غيره . والتطبيل ممقوت ولكنه من عمامتين أكثر مقتا، عمامة علم وعمامة شيخ. والتطبيل الذي يزري بقبيلة أو مدينة أو شعب أشد من التطبيل الذي يزري بذات الشخص المطبل فقط والفائز من يمدح الله ويثني عليه فهو المنعم المتفضل والخير كله بيده، يرفع ويخفض ويعز ويذل ويعطي ويمنع. والثناء والحمد له أحق ماقال العبد. اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرفنا عن شرها فإنه لا يصرف عن شرها إلا أنت.