ينتظر الهندوس منذ 3700 سنة كريشنا. ينتظر البوذيون منذ 2600 سنة مايتريا. ينتظر اليهود منذ 2500 سنة المسيا. ينتظر المسيحيون منذ 2000 سنة يسوع. اقرأ أيضاً * علي ناصر و''شهادته'' * برلماني إصلاحي يحذر من تفتيت اليمن واختزال الوطنية في حزب بعينه * جماعة الحوثي تفجر طريق إستراتيجي مهم يربط بين المحافظاتاليمنية شمالا وجنوبا بعد أسبوع من فتحها * الأغلبية الصامتة * الإعلان عن دعم بريطاني كبير لليمن * رئيس "إصلاح" مارب يعلن مقاطعة حزبي"المؤتمر و"الإصلاح" * وصفة شافية للحالة الوطنية في اليمن * آخر تحديث لأسعار صرف الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعودي * الانتقالي ينقل فوضى عدن الى حضرموت ومسلحيه يعتدون على فعالية نسائية بالمكلا بحجة "اليمننة"وتنديد حضرمي واسع * "الوحدة" تتعرض لإطلاق نار في أبين * بالقانون .. الخارجية اليمنية تكمم أفواه منتسبيها وتهدد بإجراءات ضد المخالفين للحظر "وثيقة" * من وحي مشتركنا الجميل ( 6) ينتظر السنّة منذ 1400 سنة النبي عيسى. ينتظر الشيعة منذ 1080 سنة المهدي. ينتظر الدروز منذ 1000 سنة الحاكم بأمر الله. ينتظر الايزيديين منذ 1000 سنة شرفدين . وينتظر اليمنيون منذ 1500 عام المشرقي الذي يعيد لهم حضارة وأمجاد حمير. رؤية المخلص في المرويات الدينية هي التفسير اللاهوتي لمبدأ العود التاريخي، ذلك أن كل الأمم تمر بمراحل ولادة ثم ظهور ثم انكماش وشيخوخة وقد تعاود الظهور من جديد إذا كانت ذات تمثل وجودا تاريخيا، وقد تندرس وتبقى منها الذكريات والأطلال إذا كانت تشكل اجتماعا ثقافي لا يتصل بملك وسلطان وحضارة مستقلة. ولكن تظل بقابا الفكرة في الشعور الجمعي لكل الأمم في صورة حلم يراود اللاشعور الجمعي، وفي حالات الانكسار التاريخي تعبر الشعوب عنه بصيغة ميتافيزية تتصل بالأقدار الكونية، وتجد لها مستندا في التفسيرات الدينية، إذ تعزوا ظاهرة الانكسار للفساد في الأرض، وأن ذلك الفساد يتنافى مع تعاليم وجوهر الدين، ومن ثم فلا بد أن يبعث الله لدينه مجددا، وهو في ذات الوقت كرامة ومحبة إليهة للأمة صاحبة الدين ليحقق لنها البعث مجددا، في صورة منقذ قدري ذو امكانات فوق بشرية معجزة تستطيع أن تنقذ واقع الانكسار للأمة بطريقة مغايرة للواقع ومتعدية لأدواته. ولكن هذا الشعور نفسه يبدأ بالتلاشي تدريجيا عندما تعاود أمة ما الظهور التاريخي وبعث ذاتها الحضارية، إذ تحل فكرة القوة محل فكرة المنقذ، وتصبح العقيدة القومية للأمة الصاعدة بديل فاعل في الذهن الجمعي عن عقيدة المخلص. ومن هنا يمكننا القول أن الأمة اليمنية التي تتكالب عليها المؤامرات في هذه اللحظة، قد عرفت طريق البعث عبر ابتكار شبابها للفكرة القومية كمشروع بعث تاريخي للذات اليمنية، وأن الظلام الحالك الذي يحيق بأمتنا وشعبنا ووطنا الجريح هذه المرحلة، في حسابات السنن والقوانين التاريخية يشكل عامل التحدي الأكبر الذي ستنبثق من خلاله الذات اليمنية إرادة شعبية قاهرة تراغم أنف الظلام.
