مثلما كانت اليمن هي الحاضنة للسلالية، أتوقع أنها بداية زوالهم. لا تستهينوا باللهب الفكري الذي يتطاير من اليمن، ويزداد اشتعالًا كل يوم. الجانب المسلح والحسم العسكري يأتي ثانيًا دائمًا في كل أحداث التاريخ، فلا تجعلوه مقياسًا، ولا تجعلوا هذه الفترة المرحلية مقياسًا كذلك. لم يحدث في التاريخ أن انتفضت أمة فكريًا في وجه السلالية كما هو اليوم من أهل اليمن، ولهذه الثورة الفكرية ما بعدها. وأتوقع والعلم عند الله أن ستمتد هذه الثورة لخارج اليمن، ستمتد مكانًا وزمانًا، وهناك شعوب كثيرة ما زالت تعيش تحت خرافة السلالية وقصصها وأفضليتها وووو ستنتفض هذه الشعوب فكريًا بلا شك. أحدث نشوان الحميري ثورة فكريةً في اليمن وهو وحده، وتداعى السلاليون ضده من كل حدبٍ وصوب، فما بالكم اليوم وثمّة مليون نشوانٍ وقيلٍ وحرٍّ؟! ما زلنا في مرحلة البذرة والشرارة.. وباسق الشجر من صغير البذر، ومعظم النار من مستصغر الشررِ. وكما قال جمال جميل: حبّلناه وستلد. حبّلها اليمنيون الأقيال، وستلد لعموم المسلمين بحول الله.