أو غزوة ذي العشيرة هي ثاني غزوة في التاريخ الإسلامي، وقد كان هدفها في الدرجة الأولى هدفًا اقتصاديًا، وقد حدثت في المدينةالمنورة بعد غزوة سفوان. غزوة العشيرة بعد أن هاجر النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى المدينةالمنورة مع المهاجرين كان عليه أن يبدأ بتأسيس دولة إسلامية، وإرساء قواعدها السياسية والاقتصادية حتى تكون المدينةالمنورة مكان انطلاق الدعوة الإسلامية بعيدًا عن جو مكةالمكرمة المشحون بالمكائد من كفار قريش ومحاولاتهم لمنع نشر الدعوة الإسلامية. وقعت غزوة العشيرة في منطقة العشيرة التي تقع بالقرب من منطقة ينبع بالوقت الحالي ما يقارب 2 كم عن قرية المبارك في أواخر شهر جمادى الأولى، وفي بداية أوائل جمادى الآخرة في العام الثاني للهجرة، وقد كان الخروج في هذه الغزوة اختياريًا للمسلمين خرج بها من يشاء الخروج. سبب غزوة العشيرة السبب الرئيسي لغزوة العشيرة كان اعتراض قوافل قريش التجارية المتجهة من مكةالمكرمة إلى الشام؛ للاستيلاء عليها واسترداد جزء من مال المسلمين الذي نهبته قريش، ومن الأهداف الأخرى لغزوة العشيرة: * الهدف الآخر من غزوة العشيرة هو تخويف قريش، وإدخال القلق والإرباك في قلوب قريش؛ حتى يعرفوا أن قوات المسلمين أصبحت أكثر قوة. * أن تكون غزوة العشيرة ممهدة لغزوات أخرى في المستقبل، والذي حصل بالفعل؛ حيث حدثت غزوة بدر الكبرى في نفس العام. أحداث غزوة العشيرة من أهم أحداث غزوة العشيرة: * خرج الرسول -عليه الصلاة والسلام- في غزوة العشيرة وكان قائدًا لها مع 150 مسلمًا من المهاجرين، وقد ركبوا على 30 بعيرًا، واستخلف أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي - رضي الله عنه - على المدينةالمنورة. * كان حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- يحمل لواء المسلمين. * خرجت قوات قريش إلى الشام بقيادة أبي سفيان مع الحلفاء بني مدلج، وبني النضير. * عندما خرج المسلمون إلى موقع ذي العشيرة علم أبو سفيان بأن المسلمين خرجوا لمواجهتهم، وهو ما جعل أبو سفيان يغير مسير القافلة التجارية، والمسير في طريق آخر غير المعتاد، ووصل المشركون إلى مكّة المكرمة بسلام. * عندما وصل المسلمون الموقع كان العير قد فاتهم وسبقهم بأيام، لذا عاد الرسول -عليه الصلاة والسلام- إلى المدينةالمنورة، وبقي الرسول -عليه الصلاة والسلام- والمسلمين في الموقع عدّة أيام، ومن ثم عادوا إلى المدينةالمنورة. * لم تحدث أي مواجهة فعليّة بين المسلمين وكفار قريش في غزو العشيرة، ولكن نتيجةً لها تم عقد معاهدة مع بني مدلج وحلفائهم من بني النضير، وأصبحوا في صف المسلمين. * استطاع المسلمين بعد غزوة العشيرة إدخال الرعب والخوف في قلوب المشركين وكفار قريش، وإعلاء شأن ورسالة الدعوة الإسلامية. * صارت القبائل العربية تتحالف مع المسلمين، والذي بدوره أضعف معنويات قريش، وأضرّ في نشاطهم التجاري، وأضعف موقفهم.