تجمَّع العشرات من الناشطين المصريين، الذين ينتمون إلى ما يُعرف ب"جبهة التغيير السلمي"، أمام سفارة قطر في القاهرة، أمس السبت، اعتراضاً على تدخلها في الشؤون المصرية. وأحرق الناشطون العلمين الإسرائيلي والقطري معاً في مشاهد غاضبة، نقلاً عن موقع "البلد" الإلكتروني. وردد المتظاهرون هتافات: "يسقط حكم المرشد"، و"طال عمرك، طال عمرك، مصر دي مش عزبة"، ورفعوا لافتات مكتوباً عليها: "لن يحكمنا الاستثمار". وعلى الجانب الآخر، عززت قوات الأمن المصرية من تواجدها بمحيط السفارة، حيث تم الدفع ب8 سيارات أمن مركزي ومدرعة تحسباً لاقتحام السفارة أو أي أعمال شغب. وتتهم قوى مدينة مصرية قطر بدعم حكم جماعة الإخوان المسلمين، عبر الرئيس المصري محمد مرسي، الذي ينتمي للجماعة، وذلك وسط اتهامات بمحاولة التسلل إلى أوساط الرئاسة المصرية من خلال تقديم ودائع مالية ومساعدات لمصر. وتسعى مصر إلى الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي لتجاوز عثرتها الاقتصادية، ولكن المفاوضات الطويلة بين الحكومة المصرية والصندوق لم تسفر عن نتائج حتى الآن. وسرت تقارير غير مؤكدة مؤخراً عن عروض تقدمت بها قطر للحكومة المصرية لإقامة مشروعات ذات صلة بالآثار المصرية ومنطقة قناة السويس مقابل عوائد مرتفعة للغاية، وهو ما أثار استنفاراً لدى قطاعات من المصريين، نظراً لحساسية تلك الملفات. هجوم على قطر في تونس وفي ملف مماثل، ندَّدت وزارة الخارجية التونسية، أمس السبت، في بيان نُشر على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، بما اعتبرته هجمة على قطر، بعد أن قام ناشطون تونسيون بحرق علم الدولة الخليجية. وجاء البيان على خلفية هجمة غير مسبوقة يشنُّها ناشطون تونسيون في المواقع الاجتماعية، وفي وسائل الإعلام التونسية المختلفة، على ما اعتبروه تدخلاً قطرياً في شؤون بلادهم. وفي تصريح إذاعي نفى سفير قطر بتونس أن تكون لدولته أجندة سياسية أو اقتصادية في أي دولة كانت، نافياً الأخبار التي تتحدث عن علاقة خاصة تجمع قطر بحركة النهضة الإسلامية. وورد في بيان وزارة الشؤون الخارجية "رفضها التام لكل ما من شأنه أن يعكّر صفو هذه العلاقات القائمة على مبدأ الأخوّة والاحترام المتبادل للسيادة الوطنية وتحقيق المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين". وأصدرت حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس، الخميس الماضي، بياناً وقعه رئيسها راشد الغنوشي، رئيس الحركة، انتقد فيه ما سمَّاه الحملة الإعلامية التي تتعرض لها دولة قطر ورموزها من قبل أطراف سياسية وجهات إعلامية. وأطلق ناشطون على الإنترنت في تونس قبل أكثر من أسبوع حملة أطلقوا عليها "حملة التطاول على قطر" اتسمت بالتهكم والسخرية، وذلك رداً على تهديد الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، في الكلمة التي ألقاها خلال موكب تسليمه للدفعة الأولى من الأموال المنهوبة في قصر الرئاسة بقرطاج، لكل من يتطاول على قطر بالسبّ والشتم بأن يتحمل مسؤوليته أمام ضميره قبل أن يتحملها أمام القانون.