في مدينة القصير الحمصية يصرخ ناشط هل علينا مقاتلة العالم كله كي ننتصر؟.. ويمازحه صديقه "العالم كله في القصير" كناية عن الجنسيات العربية والدولية التي تقاتل إلى جانب قوات الجيش السوري وعلى ما يبدو أن الشعب السوري لا يكفيه نظام الأسد وحده ليقمع ثورته التي بدأت قبل أكثر من عامين، بل بات على السوريين مواجهة الأسد ودول عديدة من العالم، أتت بمقاتليها وخبرتها العسكرية وأموالها وأسلحتها. عملية الاستعانة بالخبراء العسكريين والمقاتلين المحترفين الأجانب بدأت من الأسابيع الأولى للثورة، وكان لروسيا الدور الأكبر في تعزيز أركان حكم الأسد سياسيا أولا وعن طريق مد النظام بالخبراء العسكريين الذي اصطلح عليهم تسمية الخبراء الروس، الذين يشاركون في عمليات الجيش في المدن السورية. فيما يقف حليف روسيا الرئيس الشيشاني رمضان قادروف قادة المسلمين إلى منع الشباب من التوجه إلى سوريا للقتال، ونشر معلومات عن أن قادروف أرسل مجموعات مقاتلة إلى سوريا بأوامر روسية. كوريا الشمالية دخلت على الخط بخبرائها العسكريين، وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان في لندن، رامي عبد الرحمن وإن ما بين 11 و15 خبيرا يقدمون الدعم اللوجستي وتخطيط للمعارك، وأوضح أنهم متواجدون في حلب وليس لهم تواجد في القصير. كما أن تحقيقات تركية كشفت أواخر العام الفائت عن عمليات تجنيد من روسيا وجورجيا والشيشان للقتال إلى جانب قوات الأسد، حيث اعتقل الأمن التركي "روصلان باباسكري" المتهم بأنه حلقة الوصل بين نظام الأسد والمخابرات الروسية. وكان الجورجي "باباسكري"، شارك في عملية اغتيال القادة الشيشان "برغخاز موساييف"، و"رستم ألتيميروف"، و"زاورباك أميراف"، في منطقة "زيتين بورنو" بمدينة اسطنبول، في 16 سبتمبر 2011. ومن خلال التحقيقات تبين أن بابا سكري كان يؤمن وصول المقاتلين الروس والجورجيين، المدربين على أساليب القتال الحديثة، إلى سوريا ليشاركوا في إخماد الثورة الشعبية. إيران لا يقل نصيبها من دعم النظام عن روسيا حيث لعبت دور الأخ الأكبر له، فاستغلت اتفاقية الدفاع المشترك النتي وقعتها مع سوريا لتقدم مساعداتها جليا عبر خبراء الحرس الثوري العسكريين وتقديم الأسلحة، والمعلومات الاستخباراتية. فيكفي العلم أن نحو ستة آلاف مقاتل من الحرس الثوري و"الباسيج" دخلوا سوريا بين العاشر والخامس والعشرين من الشهر الماضي فقط ، بحسب "السياسة" الكويتية. ومؤخرا نظّم الحرس الثوري الإيراني، تجمعاً كبيراً (13/5) لنحو عشرة آلاف من قوات الباسيج، في ستاد شيرودي بطهران، بهدف إرسالهم إلى سوريا، وقد ظهر في العرض صوراً لقتلى إيرانيين سقطوا في سوريا، وكُتب على كل صورة قتيل عبارة "مُدافع الحرم" (المدافع عن المقامات). كما أُعلن عن تشكيل لواء آخر باسم "فدائيي السيدة زينب"؛ من المقرر أن ينضم إلى "لواء أبي الفضل العباس" العراقي. هذا عن إيران، أما ما يخص حزب الله المتهم بمشاركته في قمع الثورة منذ بدايتها لأسباب سياسية وطائفية فهناك 4 الاف عنصر من مقاتليه يخوضون معارك ضارية في مناطق مختلفة من سوريا. المفاجئ بالأمر أن حزب الله بدأ تجنيد عمال مصريين في لبنان للقتال ضمن صفوفه، مستغلا أوضاعهم الاقتصادية المتردية، بحسب صحيفة الفجر المصرية. هذا إضافة إلى مئات المقاتلين الذين يتدفقوا من العراق إلى لواء "أبو الفضل العباس" وهو لواء عراقي من ميليشيات شيعية سهل النظام دخوله إلى سوريا، وادعى تدخله لحماية المزارات الشيعية وثبت انضمامه إلى جانب النظام في معارك ريف دمشق. "التشبيح العسكري"، بحسب السوريين الموالين للثورة، قابله أشكال مختلفة من "التشبيح" السياسي والإعلامي والجماهيري في الوطن العربي. ولكن ما اعتبره السوريون مفاجئ أن تخرج مواقف مؤيدة لبشار الأسد من داخل دول الربيع العربي نفسه، حيث أخذت شخصيات المعارضة على الرئيس المصري محمد مرسي تطبيع علاقاته الجديدة مع طهران المؤيدة لنظام الأسد. إلى حد اعتبر البعض خيانة لخطابه بعد فوزه بالانتخابات والذي كان وعد بنصرة الشعب السوري. الموضوع لم يقتصر على مصر وحسب بل تطور ليطال تونس التي افتتحت الربيع العربي، فهناك العديد من الأحزاب والأشخاص التي تحمل عقلية حزب البعث الحاكم في سوريا وتعمل دوما على تنظيم المظاهرات والاحتجاجات المؤيدة لنظام الأسد. وعلى ما يبدو أن هؤلاء كلهم لا يكفوا الأسد فبدأ بعقد صفقة مؤخرا مع ضباط من أوكرانيا لدعم نظامه، إلا أن عرض الأوكرانيين كان قاسيا على الأسد، حيث أبدوا استعدادهم للدخول ب72 ألف مقاتل لمساعدة النظام مقابل أن يقدم الأسسد جنسية سورية للمقاتلين وعائلاتهم فضلا عن مسكن لائق لهم سواء في سوريا أو أوكرانيا.