انطلقت في كل من صنعاءوعدن حملتان متزامنتان لجمع التوقيعات، الأولى تطالب بالتمديد للرئيس عبد ربه منصور هادي، والثانية تطالب بترشيح نجل الرئيس السابق أحمد علي صالح، في تحرك يصفه المراقبون بأنه يؤشر إلى انقسام وشيك في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي هيمن على مقاليد السلطة في البلاد لأكثر من خمسة وعشرين عاماً، تعزز بالاستقالة التي قدمها أحد أهم قيادات هذا الحزب، الدكتور عبد الكريم الإرياني. وكان أعضاء في اللجنة العامة، الذين يشكلون جناح الزعيم في المؤتمر الشعبي العام، قد تبنوا حملةً بإيعاز من الزعيم، نفسه لاستهداف كل من الرئيس عبد ربه منصور هادي، بصفته نائباً أول وأميناً عاماً للمؤتمر الشعبي العام، وللنائب الثاني للمؤتمر، الدكتور عبد الكريم الإرياني، على خلفية مزاعم بقيام الرجلين بتغطية حملة إخوانية "لاجتثاث" القيادات المؤتمرية من مفاصل الدولة المختلفة، وهي التهمة التي نفاها الدكتور الإرياني بقوة خلال جلسة للجنة العامة مؤخراً. وكانت هذه الاتهامات، قد زادت وتيرتها مع اعتماد مقترح في مؤتمر الحوار الوطني يقضي بالتمديد للرئيس هادي خمس سنوات أخرى هي الفترة ذاتها التي تم اقتراحها كفترة تأسيسية تعقب اختتام مؤتمر الحوار الوطني، ما دفع بالزعيم إلى حشد أنصاره للقيام بأول حملة علنية تستهدف الرئيس عبد ربه منصور هادي، من خلال جمع عشرة ملايين توقيع برفض التمديد. ويرى مراقبون أن هذه المواجهة متعددة الأبعاد، مدفوعة في المقام الأول برغبة رئيس المؤتمر الشعبي العام، في الإطاحة بالرئيس هادي، وبخصومه السياسيين، من زعامة المؤتمر، والتمهيد لنجله أحمد علي، بدليل التحول في طبيعة حملة جمع التوقيعات من رفض التمديد للرئيس هادي إلى جمع التوقيع للترشيح ل: أحمد علي، الذي اختار الاستقرار في صنعاء رغم أنه سفيرٌ حديث العهد لليمن لدى دولة الإمارات، ويستغرق وقته في سلسلة من أعمال التكريم الوهمية التي يقوم بها شباب وخريجين وطلاب من هنا ومن هناك،. ووصف مصدر في المؤتمر الشعبي العام في حديث لل:(المشهد اليمني) استقالة الدكتور عبد الكريم الإرياني المعلنة، بالتحول الجوهري في طبيعة العلاقة بين أقطاب المؤتمر الشعبي العام، وبأنها تأتي بعد اتهامات للدكتور الإرياني، بأنه ساند مقترحاً بشأن قانون العزل السياسي الذي يستهدف الرئيس السابق وكبار مساعديه. وقال إن انطلاق حملتي التوقيعات في عدنوصنعاء، لحساب التمديد للرئيس هادي والترشيح لنجل الرئيس، تؤذن ببداية انقسام حقيقي في صفوف قيادات المؤتمر الشعبي العام، ولكنه مدروس بعناية من جانب جناح الزعيم الذي بات يرى في كل من الرئيس هادي والدكتور الإرياني وغيرهم من العقلاء في الحزب عقبة كأداء أمام مخطط استعادة السلطة.