تتسارع وتيرة احتدام الموقف في محافظة صعدة وبالتحديد منطقة دماج وكتاف في وقت بالغ الحساسية تتمثل في اقتراب الانتهاء من حسم مخرجات الحوار الوطني الذي بدء في عقد جلساته الختامية . وبحسب المعطيات فإن جماعة الحوثيين تهدف من وراء الهجوم الشامل على منطقة دماج كخطوه استباقية لإفشال مؤتمر الحوار والانقضاض على مخرجاته والتي تلزم الجماعات المسلحة بتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للدولة . إذ يعلم الحوثي إن قبوله بمخرجات الحوار الوطني التي ستلزمه دون شك بتسليم سلاحه الثقيل والمتوسط سيضعه في زاوية ضيقه على المستوى الداخلي والدولي الذي في حال تملص عن تنفيذ هذا القرار وسيعطي الحكومة اليمنية الحق في استخدام القوة ضد الجماعة باعتباره الطرف المتمرد على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني كون المجتمع الدولي سيدعم أي خطوات عسكريه تتخذها الدولة ليس ضد الحوثيين فقط ولكن ضد أي طرف يتمرد على مخرجات المؤتمر . وقالت مصادر مطلعه في تصريحات ل "المشهد اليمني " ان الحوثيين يسعون الى فتح اكثر من جبهة لحث الحكومة على الدخول في مواجهات مع الحوثيين ليجدوا المبرر اللازم للانسحاب من مؤتمر الحوار وافشاله قبل الخروج بنتائج نهائية ملزمة للأطراف جميعا . وقال مهدي المشاط مدير مكتب زعيم المليشيا الحوثية عبدالملك الحوثي أن الأخير " أكد للجنة الرئاسية وكل من يتابع التوسط في دماج اننا جاهزون ومستعدون للتنفيذ الفوري للاتفاق". وتأتي تصريحات القيادي الحوثي منافيه لما هي عليه الاوضاع على الارض حيث تستمر مليشيات الحوثي في شن هجومها على منطقة دماج ومحاولة فتح اكثر من جبهة قتال أخرى . وفيما يأمل الحوثي ان يسفر الهجوم العنيف على دماج في استدراج الجيش في مواجهتهم بفعل الضغوط الشعبية والتصعيد الإعلامي الحاصل . ويأتي تريث الرئيس عبدربه منصور هادي من التدخل تجنبا لإفشال مؤتمر الحوار الوطني ومن الواضح ان جماعة الحوثي المسلحة تسعى الى تحقيق الهدف الآخر من هذا الهجوم عن طريق استدراج التيار السلفي والجماعات القبلية المناوئة للفكر الشيعي والمتمثلة بالقبائل التي يتزعمهما الشيخ القبلي صادق الأحمر وكذلك حزب الإصلاح . ومؤخرا اعلن تيار السلفي المتمثل بحزب الرشاد السلفي تعليق عضويته في مؤتمر الحوار الوطني ردا على الهجوم الذي بدأه ملشيات الحوثيين على منطقة دماج السلفية. وفي حال تدخلت القبائل فإن الحوثيين سيسعون إلى فتح جبهات أخرى ثالثه ورابعة لتوسيع نطاق التصعيد العسكري الذي سيجد فيها الحوثي الفرصة المواتية للانسحاب من مؤتمر الحوار الوطني قبل اختتامه . وكشف مسؤول بارز في مؤتمر الحوار الوطني أن " أبرز مخرجات الحوار تتمثل في سحب سلاح الجماعات المسلحة، وفي المقدمة جماعة الحوثي المتمردة شمال البلاد. ويأتي الهجوم الحوثي الى منطقة دماج ومحاولتها فتح اكبر من جبهة بعد فشل تحالفها الهش مع الحراك الجنوبي والذي عاد الى المشاركة في الجلسات الختامية لمؤتمر الحوار الوطني وإقصاء القيادي محمد علي أحمد من قيادة مكون الحراك الجنوبي والذي سبق وطالب بحل قضية صعدة على أساس مطالب الحوثيين.
تطورات الأوضاع على الأرض وقتل نحو 40 شخصا واصيب ما يزيد عن 150 اخرين من السلفيين اثر القصف الذي شنه الحوثيون على مواقع تابعة للسلفيين في منطقة دماج بمحافظة صعدة شمال اليمن . وقالت مصادر محلية ان القصف العنيف الذي تشنه جماعة الحوثي على السلفيين في منطقة دماج اسفر عن مقتل نحو 40 شخص بينهم نساء واطفال وشيوخ ،كما اسفر الهجوم الذي اعقبته مواجهات بين الطرفين عن اصابة ما لا يقل عن 150 شخص من السلفيين ايضا. واضافة المصادر ان الحوثيين يستخدمون اسلحة ثقيلة موزعة ما بين ناقلة صواريخ كاتيوشا ومدافع ثقيلة ودبابات..مشيرة الى ان الحوثيين لا ينقصهم الا الطائرات. في حين يواجههم السلفيوين باسلحتهم الخفيفة والمتوسطة..مؤكدة ان السلفيين ابدوا صمودا قويا في وجه الاله التي يملكها الحوثيون. وتابعت المصادر ان االحوثيين تكبدوا خسائر كبيرة في الارواح تقدر باكثر من ستين قتيلا ومئات المصابين خلال المواجهات التي اعقبت القصف الصاورخي الذي شنه الحوثيون على سلفيي دماج فيما تمكن السلفيين من اسر 16 ملسحا حوثيا. واستمر القصف منذ فجر اليوم الجمعة على جميع مناطق دماج بمختلف الأسلحة الثقيلة والدبابات، وحتى الساعة الثامنة صباحاً، حيث اشتد القصف على المنطقة بأضعاف كبيرة ولمدة ساعة، تلاها هجوم على دماج من المنطقة الغربية (المسادير) في محاولة لاقتحام المنطقة، في ظل استمرار القصف.
ووقعت ظهر اليوم معارك شرسة في جبهة المسادير، وطال القصف ظهر اليوم مسجد دار الحديث بدماج، وسكن الطلاب مما تسبب في اندلاع حريق فيه، كما سقطت قذيفة بالقرب من الناطق الرسمي لدماج أثناء حديثة لأخبار الساعة قبل ظهر اليوم. وحتى الساعة الثانية بعد الظهر تم كسر الهجوم وسقط اكثر من 100 حوثي، ممن شارك بالهجوم على المنطقة بالإضافة إلى تدمير دبابة ومدرعتان وتعطيل أكثر من مركبة للحوثيين .
الرئيس هادي يوجه وأعلن مصدر مسؤول برئاسة الجمهورية عن صدور توجيهات من الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية إلى اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر في منطقة دماج بمحافظة صعدة تقضي بتوزيع أعضاء اللجنة إلى فريقين يتوجه كل فريق مدعوما بكتيبة من القوات المسلحة إلى طرف من طرفي النزاع في دماج لمتابعة سرعة إيقاف المواجهات.
وقال المصدر إن التوجيهات الرئاسية قضت بسرعة إيقاف المواجهات ووقف سفك الدماء والالتزام الكامل بتنفيذ الاتفاق الموقع بين طرفي النزاع في دماج وإخلاء المواقع والنقاط المستحدثة في المنطقة وإحلال وحدات عسكرية بدلا عنها بما يكفل إنهاء التوتر القائم وإحلال السلام وترسيخ دعائم الامن والاستقرار في منطقة دماج والمحافظة بشكل عام.