نشر كاتب سعودي في صحيفه الشرق قصه حياه مانديلا من ناحيه نسبه وقال ان جذوره عربيه الاصل . وقال : في الثامن من إبريل من العام 79 ضاقت على: «مانديلا» زنزانته بما رحُبت، ولم يكن إذ ذاك من شيءٍ يمكن أن يُفتّق به «ضِيقة صدره» غير حنينه -المتّقد بتوهج شفافية روحه-، الذي كان من شأنه أن يأخذه نحو: مراتع صباه ومغاني يفاعته، غير أنّ شيئاً (ما) كان يقف حائلاً دون ذلك، لا.. ليست القضبان، هي مَن تُسأل عن إفساد تحقيق: «حلمه»، ذلك أنّ هذه الأخيرة وحدها التي كانت لا تفتأ تُذكّره صبيحةَ كلّ يومٍ بأنّه: «حرٌّ»، فيما كان لون بشرته: «يغْمَقُ دَكانةً» كلما تعزّزت معاني: «حريّته الأبية» قِبالة نصاعة بياض بشرةِ سجّانه! لقد كان شيئاً واحداً ذلك الذي يحول دون تحقق: «أمله»، ويحجبه في أن تسعفه ذاكرتُه في العودة ثانيةً -ولو تخيّلاً- إلى حيث كان: «مانديلا» صبياً..، لا ريب في أنّ تلك المرحلة -المفتقدة من مسلسل حياته- كان لها بالضرورةٍ الأثر الأكبر في ما عُرِفَ عنه من: «صلابة موقفه» فضلاً عن أنّها هي مَن قد خَلَقت في: «مانديلا» ما أدهش العالم كلّه في عظمةِ شخصيته.. إلى ذلك يتوكّد لكل من اشتغل دراسةً على: «تجربة ما نديلا» بأنّ تلك المرحلة -المغيّبة من حياته- التي كان فيها طفلاً فصبياً.. تكاد أن تكون اللبنة الأولى التي شكّلت أبرز ما كان يتمتع به من تسامحٍ: «لو وزع على الغرب الكافر كلّه لو سعهم»!.. وعلى أيّةِ حالٍ.. فإنّ: «ما نديلا» قد ألحّ -إبان تلك الفترة من سجنه- على جلاّديه بأنّ يفتحوا له كوّةً على شيءٍ من ماضيه/ وأصوله الضاربة في جذورٍ عربيّة التي يرجع إليها نسباً وانتماءً، ذلك أنه بثاقب رؤيته كان تتلبّسه حالةُ يقينٍ بأنّ ثمة مستقبلاً -عابر القارات شهرةً- هو بانتظاره، فلم يشأ أن تُحكى قصة -صناعته للحرية السوداء – وهي مبتوتة الصّلة بأصوله، إيماناً منه بأنّ: «العرق دسّاس» ولا بدّ من أن ينسب جذر الفضل إلى أهله، كما أنّ من الغبن أنّ يقرأ الناس فيما بعد روايته -الجبّارة- وليس فيها من: «فصلٍ أول» يعنى بخير «شجرة عائلته» وعلى أيّة رملٍ استأنقت أقدامه خطواتها العارية….! وبطريقةٍ أو بأخرى تعاطف: «سجانوه العنصريون» مع حلمه ودفعوا له ب: «عبد الله هارون» وهو مسلم أسود من جنوب إفريقيا -لم يكن يَقِلْ عن: «ما نديلا» صلابة وصبراً وتسامحاً -وهو من قد عاد توّه من: «الحج»، وبما أنه كان قريباً قبلاً من: «ما نديلا» ….، فلقد ألمّ بأحلام هذا الأخير إذ أسرّ له: «ما نديلا» قبل أن يمضي إلى: «مكة حاجاً» بتفاصيل خبر جَدّته: «هيلا / المحرّف عن: هيلة» يوم أن كانت تحتضر، حيث باحت بسرّ ظلّ حبيس فؤادها قرناً من الزمن.. قائلةً لحفيدها: «ما نديلا»: اسمك ليس: «ما نديلا.. كما نحن نلفظه بطريقةٍ خاطئة.. لكنه بلهجة ديار أجدادك اسمك: «منديل» إذ بهذا قد سمَّاك والدك تيمّناً بشاعرٍ: «شعبي» طُرد من القرية بسببٍ من أنّه كان: «يهيجن/ يطرب القوم بلحون قصيدة».. ولتعلم -يا بني- بأننا نحن نرجع نسباً إلى أهلنا (…) بقصيبا».. وراحت تردد: «واقصيباه.. واقصيباه» وتنفّست على إثرها -الجدّةُ- الصعداء.. ولم تلبث أن لفظت أنفاسها الأخيرة بعدما اطمأنت على تأدية الأمانة. عبد الله هارون.. لم يشأ أن يعود من مكة دون أن يمرّ على: «قصيبا» شمال بريدة وتبعد عنها قرابة 120 كيلومتراً. ومكث في ضيافة أهلها ثلاثة أيامٍ بلياليهن، واطلع على مراتع صِبا منديل «مانديلا».. وزار البيت الطيني لأحد أجداد: «ما نديلا» وكان يُدعى: «فهيد». بل إنّ: «ما نديلا» قد فوجئ بشجرة العائلة التي كان: «هارون» يعدّها أجمل: «هديةٍ» يمكن أن تمنح ما نديلا راحة ضميرٍ في: «زنزانته»..، ومن خلالها تعرّف: «ما نديلا» وعن كثبٍ: أين تكوّنت شخصيته التي ورث جيناتها عن أجداده، ذلك أن جده الأكبر: «عنترة» اضطرّته بشرتُه: «الغامقة سمارةً» راغماً على أن يُغادر: «عيون الجواء» خلسة ليقترنَ بجدة: «ما نديلا» ب(: قصيبا) فولدته هناك.! وبالجملة.. عرفتم إذن لِم يمنح: «السعوديون» ابنهم: (ما نديلا) كلّ هذا الاهتمام مع أنّه – يا حسافة- قد مات على غير الملّة مثله مثل: «أبو طالب» و:«ابن جدعان».!