اثار تهجير يحيى الحجوري مع بعض طلابه في مركز الحديث من منطقة دماج صعدة الى محافظة الحديدة انتقادات واسعة لقرار تهجير مواطنين يمنيين يُمثلون اقلية محاطة بطرف قوي تعمد حصارهم وجرهم الى اتون حرب أستمرت قرابة 100 يوم . وعبر لفيف من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي عن سخطهم من ضغوط رئاسية ودولية انتهت بحل تراجيدي لمأساة حرب السلفيين والحوثيين في دماج صعدة، وبين مواقف انسانية وقراءة قانونية ، اجمع الناشطين على أن الحل " الكارثي" يكرس لطغيان الجماعات المسلحة في البلاد . يقول المحامي هائل سلام رأيه في القضية : تهجير قسري، يضرب الوحدة الوطنية في الصميم، ينسف أسس العيش المشترك في العمق، ويهدد بتهتك النسيج الاجتماعي على نحو ينذر بالويلات والكوارث. ويضيف سلام في منشور بصفحته على الفيسبوك : أمر لا يمكن فهمه، خاصة وأنه يتم تحت سمع الدولة وبصرها وبوساطتها، الا بحسبانه تمهيد لتقسيم البلاد على أساس كيانات مذهبية/طائفية، وجهوية/ مناطقية .... تهيئة للدولة الاتحادية المبشر بها. كما تساءل المحامي سلام : هل يدرك الحوثي خطورة ما يفعله؟ هل يدرك الرئيس وأعضاء لجانه الرئاسية ومعاونيه ورجال دولته الى أين يمضون بالبلاد؟ هل أهل دماج هولاء دخلاء على المنطقة أم هم من أبنائها؟ ما الذي يجري بحق الله؟ بدوره، يشير الناشط والصحفي ماجد المذحجي الى أن البلاد لا تحتمل اغلاق الجغرافيا على المذهب، ويضيف : لا تحتمل هذه البلاد فكرة اغلاق الجغرافيا على مذهب بعينه، هذا سيعني فرزاً جذرياً لاحقاً، وتفحص هوية السكان الطائفية في هجرتهم الداخلية كي لا يُهدد هذا النقاء المستحدث!" . ويوضح المذحجي الى أن الحوثيين يتوجون استعراض القوة بتهجير السلفيين : سواء اراد السلفيين بملئ ارادتهم الخروج او انهم اجبروا على الرحيل من دماج، فإن الحوثيين يتوجون استعراض القوة الواسع الذي قاموا به بهذا "التهجير" الناعم، وهم بذلك لا يطردون مختلف فقط، ويخسرون فرص تعلم التعايش معه، ولكنهم ايضاً يحتجزون انفسهم في هذا الاطار الجغرافي المغلق على هويتهم، ويضعون كل اخر خارجه وفي مواجهتهم لاحقاً على ذلك. بدورها، قالت عضو مؤتمر الحوار الوطني د. ألفت الدبعي بأن : خروج الحجوري من دماج ليس هو الحل ...كشف حقيقة الصراع بين سلفي دماج والحوثي ومحاسبة الأسباب الرئيسية والمتسببين الرئيسين في هذا الصراع هو الحل الجذري ..." وتلفت الى : أما أن نرحل الصراع إلى منطقه جديدة أو إلى ما بعد انتهاء مؤتمر الحوار فهذا يعني تأجيل للصراع لا أكثر.." . في ذات الصدد، يلفت الناشط في الثورة السلمية عبدالرحمن نعمان الى بشاعة تهجير آلاف المواطنين داخل بلادهم : الحوثيون من مظلوم الى ظالم .. لا يستطيع احد ان يتصور بشاعة طرد وتهجير الاف المواطنين داخل بلدهم.." الى ذلك، عبر الحقوقي طلعت الشرجبي عن حزنه من كارثة ترحيل السلفيين في دماج : أشعر بالكثير من الحزن اليوم فكل شيء لا يبشر الا بروح انتقاميه كنا قد تجاوزناها، ترحيل السلفيين من دماج ليس انتصار بل هو سقوط قيمي وأخلاقي للمطالبين بالمواطنة ودعاة التعايش السلمي ". ويردف الشرجبي : اقف ضد السلفيين واعارض فكرهم الجامد وفتاوي التكفير لكني اقف مع حقهم في الحياة كما كنت اقف مع الحوثيين ومظلوميتهم لكن ليس ليتحولوا الى ظلمة .؟ لازال الموروث الإسلامي بحاجه إلى الكثير من الغربلة لفهم اسلام المحبة والسلام" . من جهته، سخر الكاتب والصحفي نبيل سبيع من تبرير جماعة الحوثي حروبها بطرد الاجانب ابتداء من اليهود ومن ثم السلفيين وصولا الى طرد العلم والنشيد الوطني من محافظة صعدة شمال البلاد . يتسأل سبيع : "لماذا طرد الحوثي سلفيي دماج من صعدة؟" ، ويجيب : " لأنهم "أجانب"، مش يمنيين يا رجل.."، كما يُشير في تساؤل آخر : "وقبل سنوات، لماذا طرد الحوثي يهود بني سالم الذين كانوا يمنيين قبل ميلاد المسيح وطبعا قبل الإسلام؟"، ويُجيب بقوله : لأنهم "أجانب" من حيث الدين، إنهم يهود يا رجل.." . وفي نهاية حواريته الساخرة ، يستفهم سبيع : ولكن، لماذا يطرد الحوثي من مناطق سيطرته العلم اليمني والنشيد الوطني اليمني وكل ما يذكر اليمنيين باليمن ويرمز لبلدهم؟" ، وفي تهكم ملفت يرد : لأن اليمن "أجنبي" من حيث السلالة، اليمن مش هاشمي يا رجل.. في سياق ساخر، يعيد الشاعر مروان كامل ترتيب كلمات النشيد الوطني "رددي ايتها الدنياء نشيدي " ليتناسب مع واقع سيطرة الحوثي في صعدة : صرختي صرختي يا نشيداً رائعاً يملئ نفسي اخلدي خافقة في كل قمة نعرتي نعرتي امنحيني البأس يا مصدر بأسي واذخريني لك يا اكرم امة عشت ايماني وحبي هاشميا ومسيري فوق دربي ايرانيا وسيبقى نبض قلبي حوثيا لن ترى الدنيا على ارضي يمنياااااا " .