كشف مسؤول أمريكي رفيع المستوى لCNN أن التعاون العسكري والاستخباري الأمريكي مع اليمن لمواجهة تنظيم القاعدة يتجاوز بمراحل غارات الطائرات العاملة دون طيار، بل ويصل إلى حد المساهمة المباشرة في عمليات أخرى، وبينها تولي عسكريين أمريكيين قيادة طائرات روسية أقلت قوات خاصة يمنية بعملية سرية ضد التنظيم. وذكر المسؤول أن العملية الأخيرة التي نفذتها قوات خاصة يمينة وتمكنت خلالها من قتل عشرات الناشطين في تنظيم القاعدة جرت بتنسيق مع وحدة أمريكية، إذ قام عناصر من القوات الخاصة الأمريكية، مستعينين بأجهزة للرؤية الليلية، بنقل القوات الخاصة اليمنية عبر مروحيات روسية الصنع يمتلكها الجيش اليمني، من أجل تنفيذ العملية، دون دور مباشر للوحدات الأمريكية في ميدان القتال. وأضاف المسؤول، أنه بعد وصول المروحيات إلى المكان المحدد لها اشتبكت القوات الخاصة اليمنية مع عناصر من تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، في حين بقيت العناصر الأمريكية خارج المعركة. وذكر المسؤول الذي طلب من CNNعدم كشف هويته أن الوحدة الأمريكية المشاركة في العملية هي من بين أبرز وحدات النخبة بالجيش الأمريكي. وتابع المسؤول بالقول إن واشنطن قدمت الكثير من المساعدة لليمن خلال العملية التي استمرت لأكثر من يوم، وأدت إلى مقتل 65 عنصرا من القاعدة، وشمل ذلك ضربات لطائرات عاملة بدون طيار على معسكرات للتدريب ومخازن للسلاح كانت موجودة في منطقة لا تبعد كثيرا عن المكان الذي ظهر فيه أكثر من مائة عنصر من التنظيم في تسجيل فيديو عُرض قبل أيام. وتتزامن تلك المعلومات مع تصريحات لمسؤولين يمنيين أكدوا لCNNالثلاثاء، بأن فحوص الحمض النووي أو ما يعرف ب"DNA" تجري حاليا على الجثث التي تم انتشالها من المنطقة التي شهدت عملية لمكافحة الإرهاب. وقال مسؤول يمني رفيع في تصريح لCNN: "نبحث حاليا عن احتمالية أن من بين القتلى هو إبراهيم العسيري،" المعروف ب"صانع القنابل،" وهو من مواليد المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن نتائج فحص الحمض النووي لن تتوفر قبل يومين آخرين. وأكدت مصادر رسمية بالحكومة اليمنية لCNNأن مجموعات من القوات الخاصة بالجيش اليمني "الكوماندوز"، بدأت عملية عسكرية واسعة ضد معاقل تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، بمحيط العاصمة صنعاء الجمعة. وقال مسؤول يمني إن العملية، التي تجري في عدة مناطق على أطراف العاصمة، في وقت متزامن، تأتي ضمن حملة أوسع بدأها الجيش اليمني ضد عناصر القاعدة، وجماعات مسلحة أخرى موالية للتنظيم، والتي تُعد الأكبر من نوعها في الدولة العربية، منذ عام 2012. تتزامن عملية صنعاء مع استمرار الحصار الذي تفرضه القوات اليمنية على مواقع تابعة للتنظيم في محافظاتأبينوشبوة والبيضاء، في محاولة لاستعادة السيطرة الأمنية بتلك المناطق، التي تُعد من أكبر معاقل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. ولم يكشف المصدر عن مزيد من التفاصيل بشأن العملية العسكرية الجارية في صنعاء، وما إذا كانت هناك عمليات أخرى وشيكة لوحدات الكوماندوز اليمنية، لاستهداف عناصر القاعدة في مناطق أخرى. وقتل نحو 65 من العناصر المسلحة في غارات جوية وعمليات برية بجنوباليمن هذا الأسبوع، فيما ذكر مسؤولون في الحكومة اليمنية أن عدداً من الناجين من تلك الغارات، التي استهدفتهم في محافظة أبين، فروا إلى عزان في وسط اليمنالجنوبي. وتزايدت في الأسابيع الأخيرة تهديدات القاعدة في اليمن، وهو ما دفع اليمنوالولاياتالمتحدة إلى الاشتراك في غارات لطائرات بدون طيار، وعمليات مكافحة للإرهاب استمرت لعدة أيام بحسب ما أبلغ مسؤولون CNN. "هناك تزايد في تدفق التهديدات" بحسب ما أبلغ مسؤول أمريكي رفيع طلب عدم ذكر اسمه، وعلمت CNN، بأن الولاياتالمتحدة تعتقد بأن هناك معلومات استخبارية حول أهداف محددة في اليمن، بما فيها السفارة الأمريكية هناك. وأهداف محتملة أخرى تتضمن أهدافاً غربية، كالاختطاف، وأهداف للحكومة اليمنية والمنشآت العسكرية. وشدد عدة مسؤولين على أن السفارة الأمريكية في اليمن، هي هدف ثابت للإرهابيين، وبحسب ما أفاد مسؤول أمريكي قريب من آخر المعلومات، فإن تهديداً واحداً على الأقل تم إحباطه مؤخراً. وقال مسؤول آخر إنه لم يتم إخطاره بحصول تهديد محدد مؤخراً ضد السفارة. تصاعد تهديدات تنظم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، مستمرة بحسب المصادر ضد المصالح الأمريكية كونها تأتي بعد الجهود المميزة خلال السنة الماضية، بإحباط تنفيذ التهديدات المباشرة للسفارة في اليمن، والسفارات الأمريكية الأخرى، والتي أدت إلى إغلاقات عديدة للسفارات حول العالم. فمنذ عام 2013، أدت عمليات التشويش وما أعقبها من تسريبات لوسائل الإعلام حول طريقة تواصل القاعدة في شبه الجزيرة العربية، عمدت الجماعة إلى تخفيض اتصالاتها الإلكترونية بشكل كبير، ما جعل تعقبهم من جانب السلطات أمراً بالغ الصعوبة، بحسب ما أفاد مسؤول أمريكي آخر. وقال المسؤول أن "لدينا تصور أقل وضوحا حول ما يفعلون. ليس هناك تعمية تامة، ولكن الرؤية ليست 20 من 20، وليس لدينا 20 من 20 في أي مكان." وتشدد المصادر بأن عمليات مكافحة الإرهاب الأخيرة تم التخطيط لها لأسابيع، وهي جزء من جهد أوسع لإيقاع الفوضى في صفوف القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وقتل نحو 65 شخصاً على الأقل، يشتبه بأنهم إرهابيون، في هجمات من الجو والبر في جنوباليمن هذا الأسبوع، والناجون من الغارات التي استهدفتهم في محافظة أبين، فروا إلى عزان في وسط اليمنالجنوبي، طبقاً لمسؤول في الحكومة اليمنية، وأوضح المسؤول أن تلك المنطقة تفتقر إلى الوجود العسكري والحكومي. الكتيبتان العسكريتان الموجودتان حالياً في محافظة شبوةبالجنوب، بما فيها عزان "لا يمكنها محاولة تعقب المسلحين في حركتهم، وأولويتها في تأمين مواقع منشآت الغاز المسال." وأضاف المسؤول أن السلطات اليمنية في حالة تأهب عال وتتوقع "هجمات انتقامية فورية" من تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب.