قال مسؤول حكومي إن شركة النفط ستقوم خلال الأيام القليلة المقبلة بضخ كميات كبيرة من الوقود في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات لسد النقص. وأوضح المصدر المسؤول في الحكومة، في تصريح لصحيفة "العربي الجديد" اللندنية في عددها الصادر اليوم، إنّ وزارة المالية دفعت المبالغ المخصصة لدعم المشتقات النفطية لشركة النفط اليمنية الحكومية، ما يعني أنه بات بمقدرتها شراء كميات كبيرة من الوقود لإنهاء الأزمة التي يواجهها اليمن منذ أكثر من شهر ونصف.
وتعاني العاصمة صنعاء ومحافظات الجمهورية من أزمة خانقة في المشتقات النفطية منذ حوالي شهر ونصف، في الوقت الذي تبادل فيه وزيرا المالية والنفط الاتهامات بالمسؤولية عن الأزمة.
ويطالب صندوق النقط والبنك الدوليين الحكومة اليمنية برفع الدعم عن المشتقات النفطية لدعم العجز المستمر في الموازنة والبالغ 900 مليار ريال ما يعادل 4 مليارات دولار امريكي.
وخفضت الحكومة دعم المشتقات النفطية بنحو 5.5% إلى 330 مليار ريال يمنى (1.55 مليار دولار) في موازنة العام الجاري 2014، مقارنة ب 348.1 مليار ريال (1.64 مليار دولار) خلال العام الماضي 2013.
ويرى الخبير الاقتصادي، ياسين التميمي، أنّ الإجراء الذي قامت به المالية اليمنية، أنّه جاء تنفيذاً لتوجيهات الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الذي اتخذه بناءً على تقديره للموقف الاستثنائي الذي تشهده الساحة اليمنية، خصوصاً وإنّ أزمة المشتقات النفطية بدأت تؤثر على معنويات الحكومة وتخدم إلى حد كبير "أجندة" إفشال التسوية التي يتبناها فريق مؤثر في الساحة اليمنية.
وأوضح التميمي، في مقابلة هاتفية مع "العربي الجديد" أنّ خيار رفع الدعم يظل خياراً قائماً بل وحتمياً بالنسبة للرئيس وللحكومة، مشيراً إلى أنّ الأمر مرهون بتوفر الأرضية المناسبة من التوافق بين الأطراف السياسية التي تتشارك في تأليف حكومة الوفاق.
وتتعرض انابيب النفط لعمليات تفجير مستمرة أدت إلى خسارة الحكومة 400 مليون دولار خلال الأشهر الماضية، حسب ما أعلنت وزارة الداخلية في موقعها على شبكة الانترنت.