لأشهر سكان صنعاء، العاصمة اليمنية، يشكون من تدهور الوضع الأمني ونقص الوقود والكهرباء وارتفاع تكاليف المعيشة في أفقر بلد في العالم العربي. باستهداف رجال قبائل محطة لتوليد الكهرباء التي تزود المدينة بالكهرباء في 10 يونيو وصل الإحباط ذروته. في خضم الظلام الذي غرقت فيه المدينة لمدة 36 ساعة، أقام شبان حواجز على الطرق، ابتداء بالشوارع الخلفية ومن ثم على الطرق والساحات الرئيسية في المدينة، وبذلك النشاط على توقفت الحركة. يقول محمد صالح البالغ من العمر 24 عاما "نحن هنا لأنه لا يوجد وقود ولا كهرباء، لا ماء، كل شيء باهظ الثمن، لا توجد وظائف والحكومة لا تفعل شيئا لمساعدتنا"، "هذا الأمر يحتاج إلى تغيير". وسارع عبد ربه منصور هادي، الرئيس اليمني، بالرد باجراء تعديل وزاري، وأعلن أن المزيد من الوقود سيصل الى العاصمة من ميناء الحديدة (غرب). غادر المحتجون الشوارع، ولكن من المرجح أن يعودوا. ويتوقع مسؤولون حكوميون تفاقم الوضع والاضطرابات في الأشهر المقبلة. "حقيقة بسيطة، هي اعتراف وهي أن اليمن تنفد نقوده". منذ عام 2011 نفذة عدة هجمات شنها رجال القبائل على خط أنابيب التصدير الذي يربط محافظة مأرب الغنية بالنفط في وسط اليمن مع مرافق التصدير على الساحل الغربي للبلاد، ما أدى إلى قطع مبيعات النفط المربحة في السوق الدولية فضلا عن إمدادات النفط الرخيص لمصفاة النفط الرئيسية في اليمن. وأجبرت الهجمات الحكومة لاستيراد الوقود من الخارج، بفضل الدعم الحكومي الكبير. والدافع وراء نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي هو نقص السيولة النقدية لدفع ثمن الوقود، والمخاوف من أن الاستيراد سينفد البنك المركزي من العملات الأجنبية. وبلغ عجز الموازنة في اليمن 8٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2013 في حين انخفضت الأسهم في البلاد من العملات الأجنبية بنحو 1 مليار دولار إلى أقل من 4 مليارات دولار. بدون مساعدة خارجية لصنعاء، التي تخوض حربا مكلفة مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (AQAP) في جنوب البلاد، وربما ينفد المال قبل نهاية العام. وعرض صندوق النقد الدولي على الحكومة قرض بمبلغ 550 مليون دولار امريكي، لكنها مشروطة مقابل خفض الدعم والإنفاق. ووافقت الحكومة من حيث المبدأ، ولكن بقلق أن ارتفاع الأسعار يمكن أن يثير المزيد من الاضطرابات. الرئيس هادي قد يأمل من جيران اليمن في الخليج الغني، سترسل المال للمساعدة في تجنب الانهيار الاقتصادي، "لكنها لم تقدم دعما كبيرا لليمن منذ أن دفعت المملكة العربية السعودية 3 مليارات دولار للوقود وتعزيز السيولة النقدية في عام 2012". في جو مشحون سياسيا، وإلقاء بعض اليمنيين اللوم عن الأزمة الاقتصادية لحملة التخريب التي يقودها قبل علي عبد الله صالح، الرئيس اليمني السابق الذي حكم اليمن (33 عاما) حتى أطيح به في عام 2011. رجال القبائل في مأرب، يقول مستشار رئاسي، يتم دفعهم لمهاجمة خط أنابيب النفط ومحطة الطاقة لجعل حكم الرئيس هادي يبدو سيئا. ويقول المستشار الرئاسي "حواجز الطرق والاحتجاجات، لم تكن عفوية بل مدبرة بعناية". سواء كانت صحيحة أم لا، يشعر اليمنيون بالاحباط بسبب الركود الاقتصادي في البلاد. وأضاف المستشار "إذا أعيق هادي من أداء مهامه في الرئاسة ستزداد هشاشة المرحلة الانتقالية السياسية من التوصل إلى نهاية مفاجئة، وسوف يكون أمام اليمن ايجاد وسيلة للتخفيف من حدة المشاكل الاقتصادية".