سقطت محافظة عمران، اليوم، بيد المسلحين الحوثيين او من يسمون أنفسهم "أنصار الله"، بعد معارك شرسة دامت حوالي شهرين مع القبائل المسنودة بقوات اللواء 310 مدرع،أدت إلى مقتل المئات وتشريد الآلاف من منازلهم. الحوثيون الذين دخلوا المحافظة عقب سيطرتهم على مديرية حوث ومنطقة الخمري، معقل آل الأحمر، بمحافظة عمران، استماتوا في اسقاط المحافظة ودفعوا بالمئات من عناصرهم الذين تم تدريبهم في محافظة صعدة باتجاه عمران. قبل أن يدخل الحوثيون عمران "المدينة"، بعد انتصارهم في حوث والخمري، فشلوا مرارا في تسيير مظاهرة باتجاه مدينة عمران، للمطالبة باسقاط الحكومة والفاسدين، حتى تمكنوا من تسيير مظاهرة في يوم الجمعة 14 مارس الماضي، من ثلاثة اتجاهات دون أي مواجهات مع الأمن وحملوا فيها الاسلحة الرشاشة ولافتات وشعار ما يسمى ب"الصرحة". لم يهدأ للحوثيين بال، حتى عاودوا تسيير مظاهرة أخرى، بعد أسبوعين، إلى وسط مدينة عمران، مرة أخرى، إلا أنها كانت بغرض اختلاق عذر لدخول مسلحي الجماعة الى المدينة ونجحوا في ذلك بعد مواجهات مع أفراد الأمن، وهي استراتيجية دائمة يتخذها الحوثي للتمدد على الأرض، وأعقب ذلك إقامة الحوثيين مخيمات للاعتصام للمطالبة بإقالة المحافظ محمد حسين دماج وهو ما تم لهم، وكذلك إقالة قائد اللواء 310 مدرع وذلك بحجة الاعتداء على المتظاهرين السلميين. واستمرت مخيمات الحوثيين وواكبها وفود لنصرتهم من محافظة صعدة والمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وشهدت الساحة صراعا عبر الاعلام وتبادلا للاتهامات، حتى انفجر الوضع في مايو الماضي واندلاع معارك عنيفة انتهت بحصار اللواء 310 مدرع بعد سيطرة الحوثيين على معسكري الامن المركزي والشرطة العسكرية. وحول تفاصيل الساعات الاخيرة، قبل تمكن الحوثي من حصار اللواء 310 مدرع، قال أحد القيادات الميدانية المشاركة في المعارك ضد الحوثي ل"المشهد اليمني"، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الحوثيين دفعوا بخلاياهم النائمة خلال اليومين الماضيين إلى وسط أحياء المدينة وعمدوا إلى إثارة الفوضى داخلها. وأضاف "كانت عناصر الحوثي تنتشر وسط أحياء المدينة، حاملة صواريخ كتف "لو" وكلاشينكوف، وتعمد إلى اقتحام بعض المباني السكنية المرتفعة، بعد تهديد مالكيها بنسفها ويعتلون أسطحها ويقومون بقنص المواطنين". وأشار إلى "ثلاثة أو اربعة من خلايا الحوثي النائمة، كانوا يعملون قلاقل ويطلقون النار في الهواء يترافق ذلك مع هتافات بشعارهم المسمى "الصرخة". وأكد إن "إقدام الحوثيين على نشر خلاياهم النائمة وافتعال الفوضى في احياء المدينة، كان عاملا نفسيا قويا في إعطاء رسالة بسيطرتهم على المدينة، رغم أن ذلك غير صحيح إطلاقا"، حسب قوله". وقال المصدر إن الحوثيين استماتوا خلال الثلاثة الايام الماضية وبشكل غير طبيعي لاسقاط مدينة عمران، ودفعوا بمئات العناصر إلى مواقع مختلفة، وهاجموا في اتجاهات مختلفة عدد من المواقع العسكرية، وسقط منهم ما يقارب 400 قتيل". وأوضح "كنا في انتظار التعزيزات التي وصلت إلى مدينة عمران قبل يومين، إلا أنها لم تتمكن من الدخول وهذا سبب رئيسي في تحول المعركة لصالح الحوثي". ولفت القيادي الميداني الذي شارك في القتال ضد الحوثيين، إن ما أسماه "تواطؤ" قيادات في الدولة ساهم في تمكين الحوثيين من السيطرة على عمران"، رافضا بشكل مطلق الادلاء بأي اسم من هذه القيادات. وتساءل "لماذا لم تدخل الحملة العسكرية التي أرسلت لمساندة اللواء 310، وما هي الحكمة من ذلك؟". وبين أن القبائل التي شاركت الجيش في القتال ضد الحوثي، قامت بتدمير مخزونها من السلاح في أحد المواقع الذي كانت تدار من خلاله العمليات ضد الحوثي، وانسحبت من جميع المواقع التي كانت تقاتل فيها واتجهت صوب اللواء 310 مدرع مؤكدا أن المسألة بالنسبة لهم "حياة أو موت". وتوقع أن تكون معركة عنيفة إذا ما أقدم الحوثي على مهاجمة مقر اللواء 310 الذي يعد أول لواء تم تشكيله في الجيش اليمني. وقال إن "الحوثيين أقدموا صباح اليوم، على تفجير دار حراء للقرآن الكريم، بعد أن فجروا أمس منزل الشيخ الاحمر، والذي يتواجد فيه مقر حزب التجمع اليمني للإصلاح". وأضاف "سيطر الحوثي على نقطة الورك، واتجه صوب معسكر قوات الامن الخاصة (الامن المركزي سابقا) وكذلك معسكر الشرطة العسكرية، ويفرض حاليا حصارا على مقر اللواء 310 مدرع". وأكد أن احد الطائرات استهدفت تجمعات ومواقع للحوثيين في محيط معسكر قوات الامن الخاصة، واللواء 310 أثناء حصاره، كما استهدفت قيادات حوثية في مدينة عمران تم رصدها بدقة. وأعلن الناطق الرسمي باسم الحوثيين او من يسمون أنفسهم "أنصار الله"، محمد عبدالسلام، سيطرتهم على محافظة عمران، مؤكدا أن المحافظة بخير وسلام وستعيش حالة من الوئام والمحبة بين كل أبنائها "وستمارس السلطة المحلية دورها الوطني في خدمة المواطنين"، حسب قوله.