تواصلت أمس حرب الشوارع، في مدينة عمران، وسط مجازر ارتكبها طرفا الحرب- جماعة الإخوان المسلمين (الإصلاح) وجماعة الحوثي- حيث سيطر الأخير على 80 % من أحياء وحارات المدينة، وقام بنسف المقر الرئيس لحزب الإصلاح (الإخوان)، فيما انتقلت المعارك إلى محيط اللواء 310 مدرع الذي يرفض قائده، اللواء حميد القشيبي، مغادرته حتى ساعة كتابة الخبر منتصف الليل. وقالت مصادر محلية وعسكرية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن الحوثيين كرروا أمس، للمرة الثالثة، محاولتهم اقتحام المعقل الرئيس للإخوان الكائن في الأحياء الشمالية للمدينة والمعروف ب(حي الجنات)، مشيرة إلى أن الحوثيين تمكنوا من اقتحام (الجنات)، الثانية بعد الظهر، إثر معارك وحرب شوارع طاحنة، أسفرت عن عشرات القتلى ومئات الجرحى من الطرفين، فضلاً عن عشرات القتلى والجرحى من الأبرياء. وباشر الحوثيون عقب اقتحامهم (الجنات) بنسف المقر الرئيس لحزب الإصلاح (الإخوان) في المحافظة، والكائن في عمارة من 6 طوابق تابعة لأولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، تم نسفها بالكامل، فيما يتم تهيئة ثلاثة مبانٍ لنسفها تابعة لقيادات إخوانية بارزة. وكان مسلحو جماعة الحوثي سيطروا، السبت والأحد، على الأحياء الغربية والجنوبية من المدينة (خط الأربعين، بيت الفقيه، شبيل)، وصولاً إلى وسط المدينة، حيث كلية التربية، وحاولوا اقتحام حي الجنات شمال المدينة، إلا أن مقاتلي جماعة الإخوان (الإصلاح) مسنودين بقوات من لواء القشيبي 310 مدرع تمكنوا من صدهم قبل أن ينجح الحوثيون في اقتحام الحي في المرة الثالثة أمس. وبحسب المصادر، فإن العشرات من مقاتلي الإخوان، الذين كانوا يشكِّلون حزاماً بالسلاح الثقيل والمتوسط والخفيف على حي الجنات، قتلوا في معارك أمس وأصيب المئات، فيما انسحب البقية إلى داخل المنازل تاركين أسلحتهم، كما سقط العشرات من جانب الحوثيين وجرح المئات، فضلاً عن سقوط العشرات من الأبرياء القاطنين في الحي، بين قتيل وجريح. وأضافت المصادر أن الحوثيين بعد نسفهم لعمارة أولاد الأحمر ومقر الإصلاح دخلوا ثلاثة مبانٍ كانت فارغة من السكان تابعة لقيادات إخوانية بارزة، وتم إفراغ ما بداخلها استعداداً لنسفها. المبنى الأول ملاصق لعمارة أولاد الأحمر ويتبع قيادياً يدعى (السنحاني)، وشوهد الحوثيون وهم ينهبون من داخله كميات كبيرة من السلاح والذخائر بمختلف أنواعها وأحجامها، فيما يتبع المبنى الثاني القيادي عبدالباري الأرحبي، والثالث يتبع علي صالح الأشول، المسئول الأول عن حزب الإصلاح (الإخوان) في عمران، وأحد الموقِّعين عن حزبه على اتفاق وقف إطلاق النار بتاريخ 22 يونيو الفائت. وبحسب المصادر، فإن وساطة قبلية توجهت إلى قيادات الحوثيين في عمران للحيلولة دون نسف عمارة الأشول. * القشيبي يستميت وأكد ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري في اللواء 310 مدرع أن قائد اللواء، حميد القشيبي، متواجد داخل مقر قيادة اللواء الكائن في الأحياء الجنوبية للمدينة، ويرفض مغادرته، رغم وصول المعارك إلى ميحط المعسكر. وأضاف أن مسلحي الحوثيين واصلوا، عصر أمس، تقدمهم في الاتجاه الآخر، الأحياء الجنوبية، وسيطروا على مستشفى عمران وسوق الليل، قبل أن ينتقلوا في ساعات المساء الأولى إلى محيط المعسكر. مشيراً إلى سيطرتهم على شارع القشلة (100 متر من بوابة المعسكر)، ومع ذلك يرفض القشيبي المغادرة، رغم انهيار المعنويات لدى الجنود والمطاوعة- كما يسميهم- في إشارة إلى مسلحي جماعة الإخوان. * التعزيزات العسكرية مقطوعة إلى ذلك توقفت التعزيزات العسكرية التي كانت توجهت، أمس الأول من صنعاء، على بعد 13 كم من مدينة عمران، وتحديداً في محيط جبل ضين العسكري الشهير، وتحديداً في منطقة ضروان بهمدان التابعة إدارياً لمحافظة صنعاء. وقال مصدر عسكري في اللواء 310 مدرع إن معارك عنيفة دارت بين الحوثيين والتعزيزات العسكرية تمكن خلالها الحوثيون من قطع طريقها ومنعها من الوصول إلى عمران.