قال الرئيس عبدربه منصور هادي إن ما توصلت إليه اللجنة الوطنية الرئاسية لحل الأزمة الراهنة، لم تأت من موقف ضعف وإنما "تغليبا لمصلحة الوطن والشعب وحقن الدماء"، مؤكدا أنه "سيتعامل بحزم مع كل محاولات لزعزعة الأمن وبث الفرقة". جاء ذلك في كلمة له خلال ترؤسه، اليوم، اللقاء الوطني الموسع الذي عقد في الصالة الكبرى بالقصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء بحضور رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي ورئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة ورئيس مجلس الشورى عبد الرحمن محمد علي عثمان وأعضاء مجالس النواب والوزراء والشورى وقيادات وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية والمكونات والقوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية وعدد من المسؤولين في الدولة والحكومة. وأضاف "وقد بذلوا جميعا جهودا عظيمة استحضروا خلالها مصلحة الوطن وقبل كل شيء كانوا بحق بحجم ذلك الوطن، ويكفي أن أشير بأني كنت معهم ليلة أمس حتى الواحدة بعد منتصف الليل في نقاش لم ينتصر فيه أحد سوى الوطن، ولم يكن فيه غالب أو مغلوب، كما أؤكد دائما. وقال "وها نحن انتهينا من صنع التوافق بالأمس لنحصد اصطفافا عريضا جسده لقاءنا اليوم ولقاءاتنا السابقة .. فهل يعقل أن نسمح لأي أحد بأن يعيدنا إلى الوراء لأي سبب، هل تقبلون بذلك؟ .. هل ستسمحون بذلك؟.. وهل هذا ما يستحقه شعبنا الصابر المكافح؟". وأضاف "دعوني أقولها نيابة عنكم، لا وألف لا، لقد راهنت دوما وكثيرا على يقظة هذا الشعب ووعيه في أحلك الظروف ولم يخب رهاني بكم أبدا". وأكد هادي ألا عودة لماضي القهر والضيم ولا عودة لدائرة الصراعات التي ألهتنا عن هدفنا الأٍساسي في بناء الإنسان اليمني وبناء الوطن. وقال "أكدتُ مرارا بأن الناس عندما توجهوا لانتخابي في يوم 21 فبراير2012 ذهبوا لكي أحقق لهم الأمن والاستقرار، كما ذهبوا لكي أساهم في عبور اليمن هذه المرحلة الانتقالية الشائكة". وأضاف "وقد أتيت لهذا المكان مستشعرا لعظم هذه المسؤولية لا راغبا في تحقيق مجد شخصي ولا ساعيا وراء سلطة ومنصب بل أتيت مشفقا من عظم المسؤولية وثقلها، أحمل هموم الوطن على كاهلي وأدعوكم لمساندتي جمعيا كل من موقعه للوصول بسفينة الوطن إلى بر الأمان". وتابع "كما أجدد العهد لكم بأنني رئيس لكل اليمنيين لا أميل لطرف على حساب آخر ولا أقدم مصالح حزبية أو مناطقية أو مذهبية على مصلحة وطننا الغالي". وتابع "لقد أكدت حرصي على تجنيب اليمن لويلات الاقتتال وتمسكي بسيف السلم وحرصي عليه لآخر لحظة، لذا كنت أمنح الفرصة تلو الفرصة لإيماني العميق بمشروعنا الوطني الذي ابتدأناه بصنع توافقات كانت تبدو مستحيلة في مؤتمر الحوار ولكنني في ذات الوقت لن أسمح لأي عابث بأن يهدد أمن الوطن واستقراره". وأثنى الرئيس هادي على ثبات العاصمة وأهلها والتفافهم حول الوطن وأمنه واستقراره وثوابته الوطنية رغم محاولات إقلاق السكينة العامة ونشر البلبلة بين الناس "سواءً بالحق أم بالباطل". وأكد هادي على ضرورة رفع جاهزيتكم القتالية وأن تظلوا على يقظة دائمة وبمعنويات مرتفعة، ونقول لكم بأنكم ستكونون دائما محل رعايتنا واهتمامنا ومصدر فخر لأبناء شعبكم. وقال هادي إلى إن "نهج الحوار الذي ارتضيناه سيكون ملازما لنا ليقود الوطن صوب آفاق الازدهار والتقدم والنماء ومهما حاولوا أن يحرفوا بوصلتنا عن اليمن الاتحادي القائم على المواطنة المتساوية والشراكة والحكم الرشيد فإن البوصلة ثابتة لن تحيد". وعبر هادي عن شكره لدول مجلس التعاون الخليجي، والاصدقاء في المجتمع الدولي على دعمهم وحرصهم على أمن واستقرار اليمن وعمليته الانتقالية.