يطل علينا بعد عدة شهور هجرية وبالتحديد في يوم الإثنين من ربيع الأول هذا العام الديوان الشعري المميز والفريد "السراج المنير " للكاتب والشاعر اليمني الدكتور وليد العليمي ، وهو يوم مولد السراج المنير نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يوم مولده يوما تاريخيا ً إهتزت له عروش الظلم وتيجان الجور والطغيان ، وفي هذا اليوم من شهر ربيع الاول القادم لهذا العام ، سيكون حفل توقيع هذا الديوان الخالد الذكر إن شاءالله في العاصمة اليمنيةصنعاء ،ويقع الديوان في واحد وعشرون قصيدة ، تناولت حياة النبي الكريم من مولده حتى مماته ، ولأول مرة يتم تناول سيرة النبي عليه الصلاة والسلام "شعرا" وبأسلوب قصصي ممتع وشيق ، إن هذا الديوان المميز نستطيع أن نطلق عليه رائية لأن كل أبيات الديوان تنتهي بحرف الراء مما أكسب الديوان أهمية كبيرة ، وأظهر قدرة الكاتب في حشد رصيد لغوي كبير ومعقد ، إن الشاعر العليمي في هذا الديوان الفريد يتناول النبي عليه الصلاة والسلام برؤية جديدة وبنظرة خاصة ، فهويراه قائد أّ ثورياّ غيّر العالم ، ويراه مرشد ومرجعية هذه الثورة التي أطاحت بعبدة الأصنام وعشاق الدنيا وزخرفها ،وأقصت أباطرة الفساد وطغاة الظلم ،فلقد صورالنبي عليه الصلاة والسلام عندما فتح مكة ومعه عشرة ألآف من المسلمين فقال :- (فأعد "أبوالقاسم " جنداً- من عشرة ألافٍ من الثوارِ) أما في غزوة حنين فلقد تناول الشاعر العليمي الحدث بإحساس مرهف وجزالة لفظية أكسبت النص ديناميكية حية وأعطته بعدا ً أخر وأظهرت كذلك قدرة الشاعر العليمي البلاغيةوتمكنه من أدواته حيث قال :-
(وفي حنين خالفوهُ عجبا ً- بكثرتهم وخيلاء وتكبرِ ِ) (وتولوا عن النزال وضاقت- عليهم الجبال وجهلٌ متسترِ ِ) (فهب الغطريف بجسارة ٍ - فألب كل مقدامٍ ومتصبرِ ِ) (مائةمن اثنى عشرألفا ً - من صنعهم ليوثً وجواهرِ ِ) (وشاهت وجوه ثقيف -وهُزم كل طاغٍ ٍ متجبرِ ِ)
لقد إستطاع الشاعر العليمي أن يصف رسالة الإسلام العالمية بإحترافية لغوية متميزة ،وبأسلوب مشوق يثير الشجن والإهتمام بهذه الرسالة الخالدة لقد حجزت هذه النصوص للعليمي مقعدا ً مهما ً في الصف الأول لشعراء الفصحى في المنطقة العربية حيث قال معرفا ً برسالة الإسلام :- (وأنبث دين التنشئة - المنقذ من كل متغير ) (وأصبح "الإسلام "قوةً - يخشاه ُكل وضيعٍ متفاخرِ ) (ومضى "أبو الحسن "إلي اليمن - مبشراً وداعياً إلي الطُهرِ ) (ملة الصدق والتحرر - لاتحوي غبنً ولازجرِ ) (التي ألجمت الطُغيان -وعندهاالبغى خاتمتهُ الحجرِ) (ليس فيها إفتراءاً - ولا غلواً وعلواً ولاهجرِ ) (ولا يشُوبها عبثاً- ولا يجانبها لغواً ولاهذرِ) لقد أبدع الشاعر العليمي كثيرا ً في وصف الأيام الأخيرة من حياة الرسول الكريم ،لقد نبضت النصوص بحجم المعاناة والشدة التي لحقت بالنبي الكريم من المشركين الذين رفضوا الدين الجديد وحاربوه ، فأبدع قائلاً :- (وخرج في مائة ألف حاجاً - ملبيا ًبالحمدِ الأوفرِ ) (باللأمس كان فرداً وحيداً - يؤذيه كل خسيسٍ أحقرِ ) (واليوم الألاف تحرسه ُ - وترعب كل جاهلٍ أكفرِ ) ( لقد قص الزمان محدثا ً- لمن الغلبة والنصر والظفرِ) (لأولياء الله وجنده ومن فيه - سيموا سوء العذاب والقهرِ )
وأخيرا أقول ان قصائد هذا الديوان الفريد ، لألئ نثرها الشاعر العليمي في فضاء الحرف ،وشموس أشرقت من خلف جبال إسفاف الكلمة في هذه الأيام ،إن عنصرى التشويق والإثارة مع رشاقة الكلمة والمهارة اللغوية والبلاغية الطاغية في هذا الديوان تجعلك تقرائه في شغف ولهفة من البداية حتى النهاية .