في ظل الصمت الدولي، وتخاذل القوى السياسية المحلية، يشارك الآف الشباب والطلاب اليمنيين في ثورة سلمية عارمة ضد مليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء وعدد من مدن وسط وغرب البلاد. وبفعل الممارسات الحوثية الإنقلابية ، تتزايد وتيرة الثورة الشبابية والطلابية، وتحديدا منذ انقلاب الجماعة على شرعية الدولة بإقتحام دار الرئاسة مساء 19 يناير الماضي ، إجبار الرئيس وحكومته على الإستقالة في 22 يناير الماضي . وعلى الرغم من محاولات وأد الثورة، والاعتداء المشاركين فيها، تؤكد الحركات الشبابية والطلابية استمرار تظاهراتهما المناوئة، ومحذرين من مخطط اجتياح محافظات شرق وجنوب البلاد لضمان سيطرته على الدولة اليمنية . وتجدد بيانات مسيرات الثورة ضد المليشيا تواصل احتجاجاتهم في العاصمة صنعاء وبقية المدن حتى استعادة الدولة من قبضة مليشيا الحوثي الساعية لشرعنه انقلابها الآثم باتفاق سياسي بتواطئ بعض القوى السياسية ورعاية دولية. صنعاء مهد الثورة ضد المليشيا تمكن شباب وناشطي حملة " من أجل وطن آمن " في 28 سبتمبر من إشعال أولى شرارات الثورة ضد المليشيا، بخروج أول مسيرة سلمية طالبت برحيل مسلحي جماعة من العاصمة صنعاء، وقف الاعتداءات ضد المواطنين، وإعادة كافة المنهوبات. وأكد بيان أول مسيرة منددة بمليشيا الحوثي "مواصلة الاحتجاجات والفعاليات السلمية لتحقيق المطالب العادلة والمشروعة "، مشيرا الى أن اليمن تمر " بمرحلة خطيرة للغاية حد سقوط صنعاء بيد جماعة مسلحة لا تكترث بويلات انهيار كيان الدولة الوطنية ودخول البلد في أتون فتنة طائفية عارمة" . وبعدها نظمت حملة " من أجل وطن آمن " أكثر من عشر مسيرات حاشدة ونوعية منددة بممارسات مليشيا الحوثي في صنعاء منها السيطرة على مؤسسات الدولة، ونهب المعسكرات، و اقتحام المنازل معارضيها السياسيين . وكانت آخر مسيرة دعت لها حملة وطن آمن أمس الثلاثاء بالتعاون مع حركة "لا للإنقلاب " في العاصمة صنعاء، وتم منعها من قبل مليشيا الحوثي وقوات أمنية موالية لجماعة الإنقلاب بقطع جميع الشوارع المؤدية الى ساحة التغيير . يقول منسق حملة "من أجل وطن آمن " محمد سعيد الشرعبي ل (المشهد اليمني) بأن الثورة السلمية مستمرة وهي الخيار الوحيد لمجابهة الواقع المليشياوي الذي يفرضه الحوثيين منذ اجتياح العاصمة صنعاء مساء 21 سبتمبر . ويتابع الشرعبي :"بتظاهراتنا السلمية سنهزم قوة مسلحي الحوثي، ونجبر كل القوى السياسية على احترام حق الشعب اليمني في الحياة والحرية في ظل دولة المواطنة المتساوية والعدالة الإجتماعية". بدوره، يقول رئيس حركة " لا للإنقلاب " عبدالرحمن نعمان ل ( المشهد اليمني ) : " الشارع اليمني قادر على اسقاط المليشيات في حالة خرج للساحات والشوارع فهو يملك سلاح اقوى واعتى من الاسلحة التي بحوزة المليشيات .. انه سلاحه السلمية" من جهته يلفت الناشط السياسي يحيى القباطي ل (المشهد اليمني) بأن جماعة الحوثي فقدت "الكثير من التعاطف الشعبي التي كانت تحظى به مذ اتخذت من الجرعة ذريعة لإسقاط صنعاء". ويشير القباطي الى وجود "ثورة شعبية تصحيحية قادمة لاجتثاث مشروعهم وإيقاف العنجهية التي تمارسها ضد السلطة السابقة والحكومة، والآن ما تمارسه ضد الشعب بعد قمع مسيراتهم"، حد تعبيره . وكانت مليشيا الحوثي أقدمت خلال الأيام الماضية على قمع المسيرات الشبابية والطلابية السلمية المناوئة لها في العاصمة صنعاء، كما اختطفت عشرات الشباب والطلاب ، والاعتداء على الصحفيين والإعلاميين المشاركين في تغطية تلك المسيرات . ثورة غير مسبوقة في إقليم الجند وفي سط اليمن، يواصل شباب وشابات تعز الخروج في مسيرات سلمية حاشدة مناهضة لمليشيات الحوثي التي تحاصر المحافظة، وكان آخر مسيراتهم صباح الأربعاء . وأكد بيان مسيرة أمس على رفض " الانقلاب وكل ما يترتب عليه من قرارات أو اتفاقات"، و " مخرجات ما سمي بالمؤتمر الوطني الموسع لعدم مشروعيتها " كما حذر البيان " القوى السياسية من مغبة القبول بأي تسويات تشرعن للانقلاب . كما وجه البيان دعوة الى " جميع اعضاء مؤتمر الحوار الوطني وأعضاء مجلس النواب وقادة الاحزاب في كل المحافظات للإلتئام في محافظة تعز أو عدن للوقوف أمام التطورات التي تزداد تعقيدا كل يوم " . في ذات السياق، يقول الناشط الشبابي فهد العميري ل(المشهد اليمني) : " خرجنا اليوم في اطار الخروج اليومي الرافض لانقلاب مليشيات الحوثي على العملية السياسية وسطوها المسلح على العاصمة والمحافظات ورفض الحوار مع المليشيات تحت تهديد السلاح اضافة الى رفض مخرجات ما سمي بالمؤتمر الوطني الموسع والتلويح بالقوة وتشكيل مجلس رئاسي" . وكانت أول مسيرة شبابية خرجت تعز صباح الأحد 19 أكتوبر الماضي جابت شوارع مدينة تعز رفضا للميلشيات المسلحة، كما طالبوا الجهات الرسمية بالقيام بواجبها في حفظ الأمن. من جهة ثانية ، يعيش اللواء الأخضر حالة ثورية غير مسبوقة منذ سقوط مدينة إب بيد مليشيات الحوثي نهاية أكتوبر الفائت . وفي ظل تحالف الوجهات الإجتماعية ونادفذين محسوبين على أحزاب سياسية مع مليشيا الحوثي، يواصل ابناء إب في إخراج مسيرات حاشدة تندد بممارسات مليشيا الحوثي في المحافظة ، وتعريض حياة المدنيين للخطر . ويطالب المتظاهرون بإخراج مليشيا الحوثي من مدينة إب ورفع نقاطهم من مداخل المحافظة ، كما يعبرون عن رفضهم للإنقلاب الحوثي على الدولة . وكانت أول مسيرة شهدتها مدينة إب صباح 26 أكتوبر " مسيرة الورود" طالبت بإخراج مسلحي جماعة الحوثي من المدينة، وللتعبير عن سلمية ومدنية أبناء المحافظة . تهامة تثور على جبروت المليشيا وفي غرب البلاد، يواصل الحراك التهامي وحركة "رافضون" الخروج في مسيرات يومية رافضة لللإنقلاب، ومطالبة برحيل المليشيات الحوثية من إقليم تهامة، وكذا التنديد بالإنقلاب الحوثي على الدولة. يؤكد الناشط بسيم الجناني ل (المشهد اليمني) تزايد " الرفض التهامي لمليشيات الحوثي بصورة كبيرة ايمانا منهم بأن الفصيل الحامل للسلاح دخيل على مجتمع سلمي لايعرف لغة السلاح والعنف وهو ماجعل العديد من المكونات الثورية والتهامية لتفعيل فعاليات الرفض وتوسيعها عبر مسيرات ووقفات احتجاجية رافصة لانقلاب الحوثيين على مخرجات الحوار الوطني وأبرزها الاقاليم وكذا تقويض الدولة" . ولفت الجناني الى أن " السياسة الحوثية في محافظة الحديدة وفرضها الوصاية على ثروات الاقليم من خلال السيطرة على المرافق الحيوية الاقتصادية والعسكرية وتكريس التهميش الذي يعاني منه ابناء تهامة منذ عقود وتحويل المحافظة ملاذ للفيد تستفيد وتبعثر ثرواتها مليشيات الحوثي باسم اللجان الشعبية"وفقا لتعبيره . يذكر بأن أول مسيرة خرجت ضد الحوثي في 18 أكتوبر الماضي ، وطالب بيان صادر عن المسيرة بإخلاء مدينة الحديدة ومديريات محافظة الحديدة من مليشيات الحوثي.
