تيشهد حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم سابقا) انقساما كبيرا وصراعا داخليا، بين أعضاء لجنته العامة، على خلفية التنسيق مع جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، والاعلان عن "عدم شرعية الرئيس هادي"، والتعامل معه على أنه "رئيس سابق". وأعلن "المؤتمر" الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، أمس، تجميع عضوية رئيس فرع المؤتمر في محافظة مأرب، عبدالواحد القبلي، معللة ذلك ب"تصرفاته المخالفة لتوجهات "المؤتمر" ونظامه الداخلي". وانبرت قيادات وقواعد حزب في المؤتمر في المحافظات الجنوبية لتؤكد شرعية هادي، وعقدت اجتماعا تضامنيا مع الرئيس هادي، وناقش الاجتماع "التطورات والمستجدات التي تشهدها الساحة السياسية والتنظيمية التي يمر بها الوطن في ظروف بالغة التعقيد والأهمية جراء ما وصفوه "الانقلاب متكامل الأركان" على الشرعية الدستورية من قبل جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله" ومن ساندهم، وما تم من خطوات انقلابية أبرزها اقتحام دار الرئاسة ومحاصرة منزل رئيس الجمهورية ووضعه تحت الإقامة الجبرية وهو ودولة رئيس الوزراء المهندس خالد بحاح وأعضاء الحكومة". وأكدت قيادات وقواعد الحزب في الجنوب الرفض للبيان الصادر عن "اجتماع اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام (المكتب السياسي) المنعقد يوم السبت الموافق 28 فبراير (شباط) 2015 بما تضمنه من مغالطات وتزييف للحقائق، ونؤكد التمسك بالشرعية الدستورية والتنظيمية للرئيس المشير عبد ربه منصور هادي النائب الأول والأمين العام للمؤتمر الشعبي العام. وأدان المجتمعون ما وصفوه ب"التماهي"، الواضح للجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام مع الانقلابيين الحوثيين والذي تعزز برفض نقل الحوار إلى منطقة آمنة". ودعا المجتمعون "قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام في المحافظات الجنوبية خاصة وكل المحافظات اليمنية لعقد اجتماعات لرفض البيانات الأخيرة العشوائية الصادرة عن اللجنة العامة كونها خارجة عن لوائح ونظم المؤتمر الشعبي العام وما كرسته من الانجرار خلف الأفكار المتطرفة التي ليس لها ارتباط بأدبيات المؤتمر الشعبي العام الذي يستند في سلوكياته على الوسطية والاعتدال". واعتبر المراقبون الانقسام الحاصل في حزب "المؤتمر"، مهددا لوجوده وجعله تركة سيتقاسمها الفرقاء الذين ينتظرون انهياره. وأشار المراقبون إلى أن من أهم العوامل التي أدت استمرار حزب "المؤتمر" حتى اليوم بقاء صالح في رئاسته، وكذا الاعتدال والوسطية التي اتسم بها الحزب منذ تأسيسه وحتى اليوم. وأكد المراقبون أن بقاء "المؤتمر" وربطه بوجود صالح، وعدم خلق قيادات فرعية تمسك بزمام أموره مستقبلا، سيؤثر على الحزب وسيؤدي إلى نشوب صراعات داخلية ستؤدي إلى تفككه.