قال وزير النقل في حكومة "الكفاءات" المستقيلة، بدر باسلمة، إن أي محاولة لجماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، والرئيس السابق علي عبدالله صالح، لاجتياح عدن لن تكون بالسهولة التي يتصورونها كما حصل العام 1994، مشيرا إلى أن "إيران لديها مشروع استراتيجي في الخليج العربي وتريد استعادة إمبراطوريتها"، حسب قوله. وأضاف في حديث لصحيفة "السياسة" الكويتية، "صالح يريد أن يعيد السيناريو ذاته بإسقاط عدن عن طريق إسقاط حضرموت, لكن هذه المرة لن تكون حضرموت بهذه السهولة فهناك حلف قبائل حضرموت وهناك تحالفات قبلية في شبوة وفي حضرموت وستكون حربا ضروساً إذا ما حاولت قوى الحوثي أو صالح إسقاط الوادي بأي شكل من الأشكال". وتابع "الحوثيين والرئيس السابق صالح يحاولون إسقاط منطقة الوادي بمحافظة حضرموت الذي توجد فيه ثلاثة ألوية عسكرية موالية لصالح وهناك تسريب للعديد من القوات الحوثية إلى حضرموت وخصوصا الوادي, وهذا الوادي يشكل عمقا ستراتيجيا للسعودية". واعتبر أن الحسم السريع من قبل الجيش واللجان الشعبية لتمرد قائد قوات الامن الخاصة (الامن المركزي سابقا) العميد عبدالحافظ السقاف، يعد رسالة واضحة من قبل هادي أن مرحلة فرض الشرعية قد بدأت وهذا الانتصار سيعزز بشكل كبير من معنويات الشعب في التصدي للقوى الانقلابية الحوثية وحليفها صالح. وأشار إلى أنه بعد مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد في صنعاء العام 2013 كان لدى الجنوبيين أمل في الوصول إلى مخرج لكن بعد اجتياح الحوثيين لصنعاء واستيلائهم على السلطة بالقوة ورفضهم تنفيذ قرارات مجلس الأمن وتنصلهم عن رؤاهم التي قدموها كتابيا إلى المؤتمر لم يعد الجنوبي يثق مطلقاً بأي حلول تأتي من صنعاء, ونحن نريد فعلاً الخروج من هذه الزوبعة". وأوضح أن "ما يحدث في صنعاء هو صراع زيدي على السلطة والكرسي", مضيفاً "لذلك نحن الجنوبيين لا نريد أن نتحمل جزءا من تبعات هذا الصراع ولا نريد أن نكون محرقة له, والجنوبيون من خلال التظاهرات والمسيرات يحاولون إيصال هذه الرسالة إلى هادي والمجتمع الدولي". وفيما يتعلق بإيران, قال باسلمه "لدى إيران مشروع استراتيجي في الخليج العربي وتريد استعادة إمبراطوريتها وقد تمددت في العراق وسورية ولبنان إلى أن وصلت إلى اليمن فلديها مشروع واضح وكبير وتخطط بشكل منهجي بعيد المدى والحوثيون هم أداة من أدواتها استغلتهم بسبب التقارب المذهبي الموجود والمظالم التي عانوا منها". وأضاف "من الواضح أن إيران مستمرة في دعم الحوثيين لجعل مطار صعدة مطارا دولياً إضافة إلى الاستيلاء على ميناء الحديدة وتجهيزه عسكرياً والاستمرار في تعزيز الحوثيين بالأسلحة على الرغم من امتلاكهم ترسانة ضخمة منها وآخرها السفينة التي رست في ميناء الصليف". وأكد أن "الرئيس هادي عندما طلب نقل الحوار من صنعاء إلى الرياض كان سبب ذلك أن بيئة الحوار في صنعاء غير مناسبة نهائياً, لأنه لا يمكن التحاور تحت فوهة البندقية ولا يمكن الوصول إلى نتائج تحت الإكراه والإجبار والآليات العسكرية". وشدد على أنه "إذا لم يكن هناك حوار مبني على قناعة ذاتية من دون إكراه ويصل اليمنيون بشكل كامل بأطرافهم المختلفة إلى قناعات والى حلول وإلى رؤى لمستقبل مبني على قناعات وتنازلات من كل الأطراف فلن نستطيع نهائياً أن نبني مستقبلا مستقراً ودائماً". واستغرب باسلمه من عدم نقل مستشار الامين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بنعمر الحوار من صنعاء تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي الذي طلب منه اختيار موقع ملائم للحوار. وتساءل "لماذا يصر بن عمر على استمرار الحوار في صنعاء?, عليه أن ينقل الحوار من الجو العسكري وجو الإرهاب الموجود في صنعاء حتى إلى جزر الكاريبي".