ذكرت مجلة امريكية أن الرياض، بخوضها لعملية "عاصفة الحزم" العسكرية المحفوفة بالكثير من المخاطر، قد تدخل في حرب برية، أمام ما قد تشكله جماعة الحوثي من تهديد أمني حتى بالنسبة للمملكة نفسها. وأشارت مجلة "فورين بوليسي" الامريكية أن الهجمات الجوية التي تقودها السعودية تطرح تساؤلات حول الكيفية التي ستتعامل من خلالها الرياض مع ما ستحمله الأيام القادمة من تطورات، وما مدى استعدادها للتقدم في المعركة، وقبل هذا وذاك ما هي درجة تحمّلها لمخاطر قبولها شن حرب على عدو مسلح ومدرب جيداً، يحظى بدعم إيراني. أمام هذا الوضع، تلفت المجلة، يتعيّن على الرياض اتخاذ القرار بشأن توجيه الضربات لصد المقاتلين الحوثيين، الذين استولوا على الجزء الأكبر من اليمن، وذلك إما بردع أي محاولة لهم لتنفيذ هجمات داخل المملكة، أو شن حملة عسكرية واسعة النطاق لإزاحتهم وإضعافهم بشكل كبير، أملاً في استعادة حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي للسيطرة على البلاد بشكل تدريجي. وأضافت المجلة، في هذا الصدد، أن اتخاذ هذا القرار يشكل أكبر تحدٍ يواجه العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، منذ توليه الحكم، قبل ثلاثة أشهر. وقالت إنه في حال اكتفاء الرياض باستراتيجية محدودة لاحتواء الأوضاع، فإن ذلك سيدخل اليمن بشكل أعمق في دوامة الحرب الأهلية، ما سيخوّل مليشيا الحوثيين، الذين تدعمهم إيران، اكتساب المزيد من النفوذ. في المقابل، أشارت المجلة إلى أنه من الوارد أن تمتد عملية "عاصفة الحزم" لتشمل تدخلاً بريّاً، رغم ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر. كما توقفت "فورين بوليسي" عند القدرات العسكرية للمملكة العربية السعودية، وأوضح أن الجيش السعودي مؤهل ومجهز بعدد كبير من المقاتلات الجوية الأميركية المتطورة والكثير من الأسلحة الأخرى، بيد أن الضربات الجوية ضد المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون لن تساهم في القضاء على الجماعة أو تقليص قدراتها العسكرية، موضحة أن إرسال القوات البرية السعودية قد ينهي الأزمة اليمنية، على شاكلة ما حدث في العام 2009 حينما شنت المملكة هجمة لصد هجمات الحوثيين بشمالي اليمن.