تباينت الآراء في حقيقة ما نقلته قناة “الشرعية”، التي تبث من الرياض، عن نية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، جعل مدينة سيئون عاصمة وادي وصحراء حضرموت، عاصمة مؤقتة للجمهورية اليمنية، لا سيما أن القناة نفسها تباينت الآراء حول تبعيتها، ففي حين قالت مصادر إن القناة موالية لحزب “التجمع اليمني للإصلاح”، ذكرت مصادر أخرى أنها تتبع هادي، والشرعية في اليمن. موضوع خبر انتقال هادي إلى مدينة سيئون، لم يحظَ بذلك القدر من الاهتمام، لاستبعاد احتمال حصوله بالفعل من قبل كثيرين. ففي حين قال البعض إنها مجرد تسريبات غير قابلة للتطبيق على الأرض، اعتبرها البعض الآخر مجازفة غير معروفة العواقب، لا سيما أن حضرموت معرضة في أي لحظة لصراع أو مواجهات عسكرية، في ظل التوتر بين تنظيم “القاعدة” والجيش اليمني، وهو ما يجعل البعض يستبعد قيام الرئيس اليمني بخطوة كهذه لخطورة الوضع هناك، بينما يعتقد البعض أن الأمر قد يكون مرتباً مع التحالف، وقد تكون هناك إجراءات عسكرية وأمنية لجعل سيئون مدينة تكون صالحة للشرعية الرئاسية، لكن ذلك مرتبط بإعادة بلورة الأجهزة الأمنية والعسكرية فيها، بمن يثق هادي فيهم. ومدينة سيئون هي إحدى أكبر مدن حضرموت، وتمثل عاصمة مديريات ومناطق الوادي والصحراء شرق حضرموت، وتبعد عن مدينة المكلا عاصمة حضرموت، أكثر من 500 كيلومتر، لكنها مدينة تخضع للمنطقة العسكرية الأولى، ومقرها سيئون نفسها، وهذه المنطقة العسكرية أعلنت قبل أكثر من أسبوع ولاءها للشرعية، ولهادي، من خلال بيان أعلنه قائد المنطقة، اللواء عبد الرحمن الحليلي. والرجل يُثار حوله عدد من الشكوك، وعن جدية ولائه للشرعية ولهادي بالذات، لا سيما أن اتهامات سابقة وُجّهت له بأنه حوّل المنطقة العسكرية الأولى إلى منطقة حوثية بامتياز، ونقل إليها الحوثيون المئات من مسلحيهم، طوال الشهور الماضية، عبر طائرات، فضلاً عن عتاد عسكري كبير. واعتمد الحوثيون على هذه المنطقة بشكل كبير، وفق ما يقول مصدر سياسي يمني ل “العربي الجديد”، مؤكداً أن “الحوثيين سعوا طوال الشهور الماضية إلى تعزيز القدرات العسكرية في هذه المنطقة بالذات، باعتبارها تشرف على الثروة النفطية الأكبر في اليمن”. العربي الجديد