ألقى تنظيم "أنصار الشريعة", في جزيرة العرب، القبض على أحد أعضائه، يدعى "همام الحميد"، سعودي الجنسية، واتهمه بالتجسس لصالح المملكة العربية السعودية، والتحالف العربي، وأنه سبب في مقتل معظم قيادات القاعدة، بعد أن رصد أماكنهم بوضع "شرائح تجسس" في الأماكن التي يتجمعون فيها. وقال أحد قيادات القاعدة في اليمن، ويطلق على نفسه "السياسي المتقاعد"، عبر منتديات تابعة للتنظيم، أمس، إنه حذر مرات سابقة من ذلك الشخص، بعد مقتل أحد قيادات القاعدة يدعى "مهند غلاب"، الذي تقرب منه وتواجد معه في مكان واحد، مؤكدًا أنه استطاع أن يخدع أعضاء التنظيم بإظهار الورع والحرص على دماء "المجاهدين"، مما جعل الجميع يحسنون به الظن، ولا يلتفتون لتحذيرات ضده. وكشف السياسي المتقاعد، أنه تآمر على أعضاء القاعدة باليمن، وبدأ بمؤسسة "البتار" التي تبعت تنظيم "داعش" الإرهابي، بعد ذلك بتأكيده أنها مؤسسة جهادية، وذكر "المتقاعد" أن الحميد روى له اضطهاد السجناء له في سجن المملكة العربية السعودية، واتهامهم له بأنه "عميل للمخابرات"، لكن الشكوك عنه ابتعدت بعد أن ذكاه المسئول الشرعي للقاعدة في اليمن "أبو بلال الحربي" لتقربه منه، لكنه أبدى بعد ذلك تعصبه لتنظيم "داعش". وأشار السياسي المتقاعد، إلى أن "الحميد" راسله بعد شهر من وجوده في اليمن، وطالبه بالمشاركة في مشروع إعلامي ضد المملكة العربية السعودية، وأعطاه حساب "مؤسسة الحسام" الإعلامية، وذكر أنه تم تكليفه من القيادة بتجهيز أفلام ضد المملكة، لتزعم اضطهادها للنساء والمعتقلين. وأكد أن ما زاد أبناء القاعدة ثقة فيه، إنكاره على شيخه "أبو بلال الحربي"، مبايعة "البغدادي"، وتنظيم "داعش"، حيث قاطعه، وأعلن تمسكه ب "أيمن الظواهري"، ونظرًا لما يمتلكه من قدرات في "الإخراج والمونتاج"، وتم تكليفه ببعض الأعمال الإعلامية للتنظيم، لتكون مساندة ل"مؤسسة الملاحم". وأشار إلى أنه كثر الشك فيه خاصة بعد مقتل "مهند غلاب"، ومن معه فقتل الجميع إلا هو، خاصةً مع اتخاذه لنفسه حسابات مختلفة، تحمل اسم "فارس"، وأيمن محمود، والحسام"، وكان يتعامل بها مع قيادات "داعش"، جند الخلافة" في اليمن. لكن ما ثبت على "الجاسوس الحميد"، هو زرعه شريحة تجسس قبل أسبوعين في القصر الجمهوري بالمكلا، حيث كان يتواجد القيادي مأمون حاتم رفقة آخرين قتُلوا بقصف أمريكي حينها، طائرة بدون طيار. بينما أكد "تلميذ أسامة بن لادن"، أشهر قيادات قاعدة اليمن، أن الجاسوس "همام الحميد"، أحد مؤسسي مؤسسة "البتار" الإعلامية المختصة بمناصرة تنظيم الدولة، مشيرًا إلى أنه كان على تواصل مباشر مع قيادات تنظيم "داعش" في سوريا، وعلى رأسهم السعوديان عثمان آل نازح، وعبد المجيد العتيبي "قرين الكلاش"، اللذان قُتلا في وقت سابق. ولم يخف الحساب أن "همام الحميد" ألقي القبض عليه، وهو لا يزال أحد عناصر "القاعدة"، إلا أنه برر ذلك بأن وصوله لليمن ابتداءً من السعودية كان بتوصية، وتزكية من قيادات تنظيم الدولة البارزين في سوريا، قائلًا:"عملاء إيران والسعودية يتمركزون في ثلاث محافظات، هي مأرب والجوف وصعدة، والأمور إلى الآن في صالح عملاء إيران".