كشفت صحيفة "الشرق الاوسط" نقلا عن مصادر يمنية رسمية أن أزمة العالقين من رعايا اليمن في الخارج الراغبين في العودة إلى ديارهم، ما زالت دون حلول جذرية، مشيرة إلى أن العالقين في الهند الذين تم إيقاف الرحلات عنهم، يعتبرون هم الأفضل حالا من غيرهم في دول أخرى. وقاد تعثر إنهاء ملف العالقين من رعايا اليمن، إلى فتح الأبواب وتركها مشرعة أمام التساؤلات والتكهنات، ووضع وزارة النقل اليمنية على وجه التحديد في وضع يستوجب منها الإيضاح، وإنهاء مرحلة الصمت الطويل الذي تنتهجه حتى الآن. وإلى ذلك أجرت «الشرق الأوسط» اتصالات عدة مع بدر باسلمة وزير النقل اليمني لتوضيح الوضع، على مدى الأيام الخمس الماضية، إلا أنه كان يجيب بعبارات مقتضبة مفادها تعهده بالرد "خلال ساعات"، ولكنه لم يرد على أي استفسار. وأكد المجلس الأعلى للجاليات اليمنية حول العالم إيقاف رحلات إجلاء رعايا اليمن العالقين في الهند من مرضى وطلاب وغيرهم، وذلك بعد وصول آخر رحلة مخصصة لهذا الغرض قادمة من مومباي في العاشر من الشهر الحالي، وأفصحت المصادر عن أن العالقين في الصين، وماليزيا، والأردن، ومصر، وبعض الدول الأوروبية والأفريقية، لم يحصلوا على حلول تساوي ما تحصل عليه العالقون في الهند. وأوضح القنصل اليمني في مومباي فؤاد مهيوب أن مشكلة العالقين في الهند صارت في حكم المنتهية، بعد أن تم إجلاء جميع العالقين الراغبين في العودة إلى اليمن، في إشارة منه إلى أن العدد المتبقي في الهند هو صاحب قرار البقاء. وبين أن العدد المتبقي من رعايا بلاده في الهند "هم من ترددوا في العودة إلى الوطن، لأسباب تتعلق بمخاوفهم من الأوضاع المتردية في اليمن"، مشيرا إلى أن من لم تشملهم الرحلات التي تم تسييرها في الفترة الماضية، يمكن تسيير رحلات جديدة لهم في حال وجود رغبة لديهم في العودة إلى الديار. واشترط مهيوب لتسيير الرحلات من الهند مجددا ألا يقل عدد الراغبين في السفر عن 120 مسافرا في الرحلة الواحدة، مشددا على استحالة تسيير رحلة لأسرة واحدة، أو عدد محدود من راغبي العودة إلى الوطن. والمعروف أن مستوى تنسيق المجلس الأعلى للجاليات اليمنية حول العالم مع الحكومة بشأن استعادة أبناء اليمن العالقين في الخارج وطريقة تعاملها مع ملف العالقين بشكل كامل كان دون المستوى المأمول. وأكد المجلس في مناسبة سابقة أن "تعامل الحكومة كان ضعيفا، كما غاب تماما التواصل والتنسيق"، على عكس ما عمدت إليه السلطات الهندية عندما تم تسيير الرحلات من مومباي من تسهيل للإجراءات. يشار إلى أن الجهود المبذولة في إنهاء ملف العالقين خارج البلاد، تشمل تسجيل الكشوف ورفعها للجهات المختصة لتقديم العون، وتسكين العالقين ودفع إيجار مقار إقاماتهم نيابة عنهم، وتوفير بعض المواد الغذائية لهم، ودفع مبالغ مالية لبعض الحالات الحرجة في المستشفيات.