وفي ظلّ انقطاع الكهرباء المستمر ، لجأ شباب يمنيّون إلى أساليب أخرى لكسر الحصار المتزايد والمتنوع لكمّ الأفواه. واعتمد هؤلاء على تطبيقات جديدة لمواقع التواصل الإجتماعي، لا سيما "واتساب"، التي تُتيحها شركات الهواتف و الاتصالات. مع استمرار عبثية مليشيا الحوثيين بممارساتها في قمع الصحافة، عبر اختطاف الصحافيين والسيطرة على الصحف وإيقافها عن الصدور، بالإضافة إلى حجب المواقع الإلكترونيّة التي وصل عددها حتى الان إلى 63 موقعاً... ولا تتطلب تلك التطبيقات رسوماً، و لا أجهزة أو حواسيب، إنما فقط الهواتف الذكيّة المحمولة. وظهرت العديد من الخدمات وقروبات مميزه أبرزها " مجموعات النمشهد اليمني " بشعاره المميز مع الورد التي يؤكد مستخدموها أنها هبة مجانيّة لليمنيين في ظلّ الحرب وقمع الحريات. و تقدم الخدمة موجزاً يومياً عن أهم الأحداث السياسيّة والعسكريّة في المحافظات المختلفة بالتركيز على أخبار المقاومة في مناطق الحرب التي أصبحت أخبارها لا تصل بسهولة. وتلقى الخدمة إقبالاً وتفاعلاً في ظلّ القمع الكبير التي تشهده الحريات في اليمن، خصوصاً حرية التعبير والصحافة. وتصل الخدمة إلى عشرة آلاف شخص من المشتركين، بالإضافة إلى آلاف آخرين عن طريق إعادة التوجيه للخبر عبر المجموعات. ويلجأ شباب وناشطون آخرون، خاصةً في مناطق الاشتباكات المحاصرة في مدن تعز و عدن و لحج و الضالع، إلى انشاء مجموعات على"واتساب" ونسخ الأخبار المحلية ونشرها الى تلك المجموعات، كي تصل المعلومات إلى اكثر عدد ممكن من مستخدمي الواتساب .
وبرز تطبيق "واتساب" في اليمن بقوة منذ الايام الأولى لانقلاب الحوثيين علىالشرعيّة في صنعاء، كبديل إعلامي. وكان لخدمة "واتساب" دور كبير في انتشارمعلومة وصور ضربات قوات التحالف الجوية على العاصمة اليمنيةصنعاء وجميع المحافظاتاليمنية ، وظلت مساحة للحديث عن اقتراب القصف من منازلهم وأحيائهم السكنية.
وفي السنوات الأخيرة، كان موقع "فيسبوك" هو الأكثر اعتماداً في نقل الأخبار العاجلة، لكنّ افتقار الصفحات على الموقع الأزرق إلى الدقة والثقة حال في اعتكاف المواطنين عن استخدامه كمصدر للمعلومات. و نشر الحوثيون معلومات وصوراً كثيرة على "فيسبوك" تبيّن لاحقاً أنّها مزوّرة، كالصورة البارزة للقصف الاسرائيلي على غزة.