لم تكد مدينة المكلا تصحو من غفوتها صباح يوم الثلاثاء 3 نوفمبر 2015م بعد أهوال الليلة المرعبة التي عاشتها مع الرياح المزمجرة وألامطار الغزيرة ومياه السيول المتدفقة من كل حدب وصوب تحت وطأة إطلالة الوحش "تشابالا " ، حتى هالها المنظر الجديد للمدينة ,التي تغيرت ملامحها ،فلم يسلم البشر والحجر والشجر من أثارها وفقدت المدينة عدد من سكانها الابرياء الذين راحوا ضحية هذا الإعصار . ومن جراء الرياح العالية التي صاحبت ذلك الأعصار تحطمت المئات من الأشجار وسقطت اعمدة الأنارة والكهرباء والأشجارعلى قارعة الطرق الرئيسية, وتقطعت طرقاتها وأصبحت أحياء المدينة معزولة عن بعضها بسبب سيول أودية فوه وأمبييخة وسقم والغليلة وبويش وجول مسحة وبقية اودية المكلا . كما تعرض كورنيش المكلا الممتد من خلف شرقا حتى فوه غربا لتكسير وجرف الكاسر المحاذي للساحل وتقطيع بعض الطرق في الكورنيش . ومنذ الصباح الباكر وبعد أن هدأت شدة الأمطار وضعفت حركة الرياح نزل الاف المواطنين ليتفقدوا سواحل مدينتهم التي مزقها الإعصار وظهرت حجم الماساة التي حصلت بمدينتهم ، فرأو الطرق المكسرة والمساحات المجروفة والاشجار واعمدة الاناره والكهرباء المتهاوية , وكل شي جميل تهاوى مابين غمضة عين وأنتباهتها ,وشاهدوا البحر وقد تغير لونة إلى بني نتيجة لطمي السيول . أضرار الإعصار شملت أيضا انقطاع الكهرباء منذ الساعة السابعة مساء وحتى اعداد التقرير, والاتصالات انقطعت منذ الساعة الثانية فجرا وحتى العاشرة صباحا, ثم عملت بصورة متقطعة ثم أنقطعت بالكامل منذ الظهر,وبث النت مقطوع بالكامل منذ الثالثة فجرا. وتقطعت ايضا مجاري الصرف الصحي وانابيب المياه وقُلعت الاشجار في الاودية ,والامطار لم تنقطع منذ ليلة البارحة مع بداية الاعصار مع اختلاف في شدته صباح اليوم وأمتلات معظم الشوارع بالاوحال والأحجار ومياه الأمطار التي لاتجد التصريف المناسب. مستوصف الريان ومستشفى الامومة والطفولة تم اغلاقهما نتيجة لقربهما من الساحل ,وأسعارالمشتقات النفطية ارتفعت الى عشرة الاف للدبة البترول, و للديزل تسعة الف وقابلة للزيادة مع توقف المحطات عن العمل نتيجة للاعصار ولعدم تزويدها بالمشتقات قبل حدوث الاعصار واسطح المنازل والهناجر المبنية من صفائح الزنك قلعها الإعصار . مسجد الزهراء بمنطقة خلف سقط منة الجزئ الجنوبي بالكامل,وسيارات جرفها السيل وطمرتها الحجارة والطين في خلف.ومئات أطنان الخضار والفواكه وبراميل المشتقات النفطية جرفتها السيول في السوق المركزي ولازال المبنى مطمورا حتى الآن. وهناك حالات وفيات بُلغ عن ثلاثة منها في فوه والمكلا وتهدمت عدة بيوت في فوه وباعبود والخربة والديس وحي السلام وغيرها وقد بلغت الخسائر الاولية في المكلا خمسين مليون دولار ويمكن لها أن تتصاعد. ولا زلنا في بداية الاعصار والتوقعات تشير باستمراره بقوة أعلى .نسال الله اللطف والسلامة وان يجنب عباده أي مكروة , قال تعالى (قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون).