اعتبر حزب التجمع اليمني للاصلاح، رحيل المستشار السياسي للرئيس والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم سابقا)، الدكتور عبدالكريم الارياني، خسارة للوطن لعقلية فذة وشخصية سياسية محنكة عرفت بحرصها الدائم على الجمع بين الواقعية والنضال.. وقال الحزب في بيان نعي صادر عنه، اليوم، نشره موقع "الصحوة نت" لسان حال "الاصلاح"، إن "الارياني شخصية سياسية محنكة عرفت بحرصها الدائم على الجمع بين الواقعية والطموح، وبين الوفاء لنضالات الأجيال السابقة ومتطلبات الأجيال اللاحقة، وبين تأييد السلمية كشعار عمل سياسي مستديم وتأييد المقاومة المسلحة الطارئة اليوم لاستعادة حق شعبي وطني تعرض للمصادرة بقوة السلاح". وأعلن، مساء أمس، وفاة المستشار السياسي لرئيس الجمهورية والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم سابقا) "عرّاب" السياسة اليمنية الدكتور عبدالكريم الارياني، في المانيا الاتحادية حيث كان يرقد في احد مشافيها اثر معاناة مع المرض. وولد الدكتور الارياني الذي يعد السياسي الاول في اليمن في 20 فبراير 1935 في حصن إريان بمحافظة إب لعائلة امتهنت القضاء وهو إبن أخ الرئيس الثاني للجمهورية العربية اليمنية القاضي عبد الرحمن الإرياني. حصل على الشهادة الثانوية عام 1958 من مصر ثم أكمل دراسته الجامعية في الولاياتالمتحدة فأكمل درجة البكالوريوس في الزراعة في جامعة تكساس ثم حضر الماجستير من جامعة جورجيا والدكتوراة من جامعة ييل بكونيتيكت عام 1968 تزوج عام 1969. وكان للدكتور الإرياني دوراً بارزاً ومحوريا في العديد من المواقف والتحولات والصراعات التي شهدتها اليمن منذ ثلاثة عقود من الزمن وكان من ابرزها هو عندما كان ممثل ومبعوث اليمن أمام مجلس الأمن الدولي حيث استطاع اقناع مجلس الامن الدولي بعدم أصدار أي قرارت قوية من شأنها أيقاف المعارك التي كانت تدور بين شمال اليمن وبعض قوى الجنوب في حرب صيف 1994 بعد اعلان الرئيس على سالم البيض الأنفصال وأصدرا مجلس الامن في حينها قراريين رقم 924 و 931 لعام 1994 م أكتفى فيهما بالتعبير عن قلقة بسبب المعارك الدائرة و بدعوة جميع الاطراف إلى وقف القتال وستطاعت بذلك القوى التي تقاتل من اجل بقاء الوحدة كسب مزيد من الوقت لتحقيق الانتصار. وفي 24 ديسمبر 2013 م كان من أول الموقعين على وثيقة حل القضية الجنوبية رغم معارضة قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام وبعض اعضائه الشديدة لبعض بنود الوثيقة وكان هو ممثل بارز لحزب المؤتمر الشعبي العام في مؤتمر الحوار الوطني ولقي حينها انتقاداً واسعاً من قبل قيادة حزب المؤتمر و من قبل العديد من اعضائه. وفيما يلي نص البيان: بسم الله الرحمن الرحيم ببالغ الأسى والحزن تلقينا نبأ وفاة السياسي المخضرم ورجل الدولة الأبرز في اليمن الدكتور عبدالكريم الإرياني مستشار رئيس الجمهورية في أحد المستشفيات بألمانيا. وإذ يعبر التجمع اليمني للإصلاح عن حزنه العميق في هذه اللحظة المتشحة بالسواد، والحزينة برحيل الدكتور عبدالكريم الإرياني، فإنه وبرحيله في هذه الظروف يكون الوطن والعملية السياسية والديمقراطية الموؤودة قد افتقدت لعقلية فذة، وشخصية سياسية محنكة عرفت بحرصها الدائم على الجمع بين الواقعية والطموح، وبين الوفاء لنضالات الأجيال السابقة ومتطلبات الأجيال اللاحقة، وبين تأييد السلمية كشعار عمل سياسي مستديم وتأييد المقاومة المسلحة الطارئة اليوم لاستعادة حق شعبي وطني تعرض للمصادرة بقوة السلاح من قبل جماعة لطالما اختلف معها وعبر عن رفضه لادعاءاتها ومزاعمها بالحق الإلهي الأبدي في الحكم والسلطة، منتصراً لقيم الحرية والديمقراطية، ومؤمناً بالعصر ومتطلباته واشتراطاته. لقد جَمَعَ بين التجمع اليمني للإصلاح وبين الفقيد الراحل مواقف كثيرة خلال عمله السياسي في مواقع قيادية متقدمة بحزب المؤتمر الشعبي العام، وعمله في جهاز الدولة وزيراً ثم رئيساً للوزراء، وعلى تنوع هذه المواقف بين تبادل الموافقة والمؤازرة في أمور كثيرة، وتبادل المعارضة في أمور أخرى، فإن كل ذلك ظل محكوماً بقواعد العمل السياسي التي لم تنقص من احترام وتقدير كل للآخر، ولم يتخللها شك من أي طرف بالآخر أو تشكيك في وطنيته وحرصه على مصلحة بلاده وشعبه. وها هو يغادرنا والوطن يعيش مرحلة مفصلية من مسيرته النضالية التحررية من أفكار الكهنوت والتخلف، ولعله لم يكن في يوم من الأيام يرجو الحياة كما كان يرجوها قبل موته حتى لا يغادرنا إلا وقد قرت عينه برؤية بلده مستقراً، خالياً من عصابات العنف والخراب، يسوده القانون، وتحكمه دولة قوية تبسط نفوذها على كل شبر في الوطن، ولكن حسبه أنه قد رأى النصر في هبة الشعب اليمني، فاستيقن قدومه واطمأن إلى اقترابه، وكل نصر يناوشه الشعب اليمني هو بإذن الله وعونه قريب. تقبله الله في الصالحين، وتغمده بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته.. وأصدق العزاء لأهله وأسرته ولكل أصدقائه ومحبيه وللشعب اليمني كافة، ألهمهم الله الصبر، وأعظم لهم الأجر، وإنا لله وإنا إليه راجعون.