ينتقد صحفيون وإعلاميون يمنيون، دور الإعلام الرسمي اليمني، في نقل وتغطية الأحداث الجارية في البلاد، والذي لا يرقى أداؤه إلى المستوى المطلوب، في وقت يعد حضوره أمر بالغ الأهمية، حيث يعد الإعلام أحد أهم عناصر الحرب، في جبهة القتال وعلى أرض المعركة، وفي كسب عقول البشر وقلوبهم من خلال الدعاية والحرب النفسية، ضد الخصم. وتمتلك اليمن، أربع قنوات رسمية، بالإضافة إلى وكالة الأنباء اليمنية سبأ، وعدد من الصحف لكنها توقفت عن الصدور، بسبب احتلال مليشيات الحوثي لمقارها، وأصبحت تصدر باسم مليشيات الحوثي التي تسيطر على مؤسسات الدولة الإعلامية والصحافية، منذ سبتمبر 2014م. وفي أواخر مارس، من العام 2015م الماضي، أوقفت المؤسسة العربية للاتصالات، بث القنوات اليمنية الحكومية التي تخضع لسيطرة الحوثيين، عقب طلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بوقف بث هذه القنوات، إلا أنها عادت في الآونة الأخير، حيث أصبحت القناة موجودة في أجهزة البث بنسختين (تابعة للشرعية) وأخرى (تابعة للحوثيين)، ومثلها وكالة الأنباء "سبأ". ويقول مدير تحرير موقع "الإصلاح نت" عبد الله المنيفي، أن "تغطية الإعلام الرسمي قاصرة جدا، خصوصا فيما يتعلق بالإعلام المسموع، مقابل الانتشار الواسع للإعلام الانقلابي، ورغم تحرير الشرعية للعديد من المحافظات شمالا وجنوبا إلا أنها لم تستغل ذلك في نشر رسالة الشرعية والمقاومة الإعلامية" وعن أداء الإعلام الرسمي، أوضح المنيفي في تصريح ل"الإسلام اليوم" أنه "باهت، ولا يرقى لمواكبة الأحداث الجارية، وفي كثير من الأحيان لا يواكب التقدم والانتصارات التي يحرزها الجيش الوطني والمقاومة، وهذا يظهر جليا في التلفزيون الرسمي والإذاعة وموقع وكالة سبأ، والذي يظهر أنها جهود فردية وليس أداء إعلام رسمي". وتابع القول "رغم مرور حوالي 6 أشهر على تحرير محافظة عدن، إلا أن وزارة الإعلام لم تصدر صحيفة رسمية واحدة، مقابل أعداد من الصحف التي يوزعها الانقلابيون لتضليل الشارع اليمني، مطالبا الحكومة بالنهوض بإعلامها الرسمي، وإيصاله إلى كل منطقة باليمن، لتكون المعركة الإعلامية التوعوية مواكبة لمعركة تحرير اليمن من المليشيات". من جهته يرى رئيس تحرير موقع ال"موقع" عامر الدميني، إن "الإعلام اليمني التابع للشرعية يتحمل أعباء كثيرة، خصوصا بعد مصادرة الانقلابيين للمؤسسات الإعلامية الحكومية، ونهبها وتسخيرها لصالح مشروعها التدميري، الأمر الذي فرض أعباء جديدة على الإعلام الرسمي المؤيد والمناصر للشرعية، وأثر على أدائه خاصة على مستوى الداخل". وأضاف الدميني، في تصريح ل"الإسلام اليوم"، "نستطيع أن نقول أن الإعلام الرسمي تمكن من الالتحام بوسائل الإعلام التابعة للتحالف العربي، وشكلا جبهة واحدة استطاعت أن تواجه وتحاكم صحافة الانقلابين، وتتصدى لحملات التضليل التي تمارسها". مشيرا إلى أن "هناك فارق كبير في التعامل بمسؤولية تجاه الأحداث داخل اليمن بالنسبة لإعلام الشرعية وإعلام الانقلابيين، فالأول يتعامل بأخلاق الدولة ومن منطلق المسؤولية أما الأخير فيتعامل بطريقة مليشاوية مجسدة لسلوكه وأفعاله على الأرض". وتابع بالقول "إعلام الشرعية يعاب عليه بأنه غير موجود على الأرض في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات، لكن هذا لا ينتقص منه بقدر ما يعد شهادة أخرى على تصرفاتها الرعناء تجاه الصحافة والصحافيين والأعمال التي مارستها بحق الإعلاميين بمختلف توجهاتهم من عمليات القتل والاختطاف والمصادرة والترهيب". بدوره قال الإعلامي في قناة "يمن شباب" (خاصة)، أن الإعلام الرسمي يبذل جهودا كبيرة في تغطية الأحداث بشكل أوسع، بالرغم من ضعف الإمكانات ونقص المعدات، مقارنة مع ما كانت تمتلكه هذه الوسائل حين كانت تحت سيطرة الشرعية ". وانتقد الزيادي، في تصريح ل"الإسلام اليوم" وزارة الإعلام، على عدم بذل أي جهد لتطوير أداء الإعلام، ونقله من وضعه المأساوي، والعمل على نقل الصورة اليمنية بشكل أوسع، وبأداء متميز، مضيفا "وزير الإعلام المعين حديثا لم يقدم جديد، سوى ظهوره على الوسائل الإعلامية، كمحلل سياسي، متناسياً مسؤوليته التي أوكلت إليه".