عشرة أشهر من التعذيب والقيد وسوء التغذية قضاها المعلمان السعوديان سالم الغامدي وعبدالمرضي الشراري، تحت رحمة ميليشيات الحوثي التي اختطفتهما عقب اندلاع عمليات "عاصفة الحزم" في العاصمة صنعاء. وبعدما تمكنت السعودية بجهودها وبواسطة من المبعوث الأممي من فك أسر المعلمين أمس الأول، عادا للسعوديه ليرويان لحظات الألم والعذاب التي شهداها طوال هذه الأيام. ووصف الشراري الظروف التي كان يحتجز فيها هو وزميله الغامدي ب"المأساوية"، مدللًا على ذلك بإشارته إلى أن المكان الذي كانا يقبعان داخله لا تتجاوز مساحته مترين × 3 أمتار، ويزاحمهما فيه مختطفون آخرون من الجنسيات الأمريكية والأوغندية والإثيوبية. ومن أساليب انتهاك الحرية والإنسانية التي مارستها ميليشيات صالح والحوثي عليهما، أن الحوثيين كانوا يقدمون الطعام لهم في الإناء الذي توضع فيه نفاياتهم. وعلى الرغم من إيمان الغامدي والشراري -طوال فترة الاحتجاز- بأن القيادة السعودية لن تألو جهدًا في بذل كل ما من شأنه تحريرهما وإعادتهما إلى أرض الوطن، فإنهما كانا ينظران إلى خاطفيهما بعين الريبة وتوقع غير المتوقع، حسب صحيفة "الرياض"، السبت (16 يناير 2016). ويحكيان قصة احتجازهما بأن التعامل مع جماعة مسكونة بهاجس الجاسوسية أمر صعب للغاية؛ "فعلى الرغم من أننا حاولنا مرارًا أن نشرح للحوثيين حينما اقتحم أربعة منهم مدججون بالسلاح فندق موفنبيك في صنعاء، أننا في طريقنا إلى جزر القمر في مهمة تعليمية، كانوا يرددون بأننا جاسوسان، وهددانا بإطلاق النار إن لم ننصع لأوامرهم". ومن الأمور التي عاشاها أنهم حتى في حال المرض لا يجدان من يوليهما الرعاية اللازمة. وعن طبيعة موقع الاحتجاز، يذكر الشراري أنه كان مكانًا ضيقًا جدًّا، ومظلمًا للغاية، ويشير إلى أن العناصر الخاطفة عمدت إلى تقييدهما بالسلاسل وتغطية عينيهما منذ اللحظات الأولى لاختطافهما، ويضيف: "كنا نتحدث مع أشخاص لا نعرف منهم إلا أصواتهم فقط، وحتى قبل اليوم الأخير من تحرير سراح المختطفين السعوديين، كان الغامدي ممنوعًا منعًا باتًّا من التواصل مع أهله، وقد يكون لهيئته ولحيته دور في التشدد ضده. لمتابعة الاخبار أول بأول عبر التليجرام إضغط هنا