يلوذ سكان اليمن بالشمس بشكل متزايد لتوفير احتياجاتهم من الطاقة في مواجهة أزمة انقطاع التيار الكهربائي منذ نحو عام بسبب الحرب الدائرة في البلاد. وبنظرة بسيطة لأسقف المنازل في المدن اليمنية الكبرى يظهر بوضوح مدى التوسع في تركيب الألواح الشمسية التي تكاد تغطي كل منزل، حيث إنخفضت أسعارها نسبياً وباتت في متناول الجميع. وشهدت أسواق منتجات الطاقة الشمسية إقبالاً كبيراً من المواطنين اليمنيين والمهتمين بمجال الطاقة الشمسية عقب إنعدام الكهرباء العمومية منذ بداية الأزمة وإندلاع الحرب في اليمن. وباتت ألواح الطاقة الشمسية ملجأ آلاف اليمنيين طلباً للكهرباء الغائبة عن منازلهم منذ عدة أشهر بفعل الحرب وتفاقم أزمة الوقود، وغدت رغم ارتفاع كلفتها أكثر تجارة مزدهرة في ظل الحرب، حيث تلقى رواجا كبيرا غير مسبوق في اليمن. وأصبحت الألواح الشمسية أفضل البدائل بعد أن تراجعت أسعارها عما كانت عليه قبل أشهر، فقد أصبح ثمن تركيب ألواح تؤمن إنارة للبيت وتشغل بعض الأجهزة الكهربائية تتراوح ما بين 160 و300 دولار، في حين يحتاج تشغيل أجهزة التكييف والتبريد إلى الألواح الشمسية الكهروضوئية ذات الجودة العالية، وهي منظومات كبيرة باهظة الثمن قد تصل إلى أكثر من ألفي دولار. وسجلت اليمن أعلى معدلات استيراد للطاقة البديلة من الصين خلال العام الماضي 2015 حيث جائت في المركز الثالث عالمياً.
وذكر مصدر مطلع إن حجم النفقات التي دفعها المواطنين اليمنيين لشراء الطاقة الشمسية بلغت خلال عام واحد 300 مليون دولار رغم الظروف التي تعيشها البلاد حالياً. وشهدت تجارة الألواح الخاصة بالطاقة الشمسية رواجا غير مسبوق، خصوصا لتجار البضائع التي شهدت ركودا زمن الحرب، وانخفضت أسعار الواح الطاقة الشمسية ومستلزماتها عقب الاقبال الواسع الذي لاقته خلال الفترة الاخيرة مع انطفاء الكهرباء. وقبل ثلاث أو أربع سنوات لم يكن بوسع كثير من سكان اليمن مجرد التفكير في الطاقة الشمسية لكن خلال العام الماضي ومع فقدان الأمل بعودة التيار الكهربائي بسبب الحرب وإنخفاض أسعار تلك الألواح أصبح الأمر أكثر يسراً. لمتابعة أخبار المشهد اليمني عبر التليجرام اضغط هنا