انتقد سفير اليمن لدى الأممالمتحدة، خالد اليماني، تصريحات وزير الخارجية الأميركية جون كيري المتعلقة بقرارات الرئيس هادي الأخيرة. وقال اليماني، إن تصريحات كيري تنُم عن أجندة تحت الطاولة "فإذا كان هناك أجندة لا نعلمها فليتحدث عنها كيري"، مؤكدا أن قرارات الرئيس هادي تعكس جدية أكبر نحو السلام حيث صار أحد أعضاء الفريق المفاوض "أحمد عبيد بن دغر" رئيسا للحكومة. وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قال إن قرارات هادي الأخيرة عقدّت جهود السلام التي تسهم فيها بلاده الى جانب الأممالمتحدة، في إشارة إلى قرار تعيين الفريق علي محسن الأحمر نائبا لرئيس الجمهورية، والدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيسا للوزراء، خلفا لخالد بحاح. وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي اليمني، حسين الصوفي، أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، بخصوص القرارات الأخيرة للرئيس هادي والمتمثلة بتعيين الفريق علي محسن نائبا للرئيس، هو تعبير واضح عن مدى خيبة أمل القوى الدولية، التي كانت تسعى لتحويل اليمن إلى حلبة صراع طاحنة شبيهة بالوضع في سوريا الشقيقة. وأوضح الصوفي في تصريح ل"الإسلام اليوم"، أنه لا غرابة في تصريحات كيري، التي عبر فيها عن صدمة بلاده إزاء القرارات، كون أمريكا على تنسيق مستمر وكبير مع الحوثيين، من قبل وأثناء وبعد الانقلاب، وهذا الأمر لا تخفيه الولاياتالمتحدة، وصرح مسؤول في مخابراتها، أنهم أجروا محادثات وأبرموا اتفاقات مع الحوثيين في مجال مكافحة ما يسمى "الإرهاب". وأشار إلى مساندة الطائرات الأمريكية من دون طيار، للمليشيات الحوثية في حربها التي شنتها على محافظة البيضاء ورداع العام الماضي، حيث استهدفت الطائرات الأمريكية مواقع القبائل المعارضة للحوثي، أكثر من مرة وبشكل متعمد ما يؤكد العلاقة بين الطرفين. وعن مدى تأثير تصريحات كيري على مسار مفاوضات الكويت، قال الصوفي أن المفاوضات سبقتها ترتيبات الرياض الخاصة والمفاجئة، عقب وصول وفد حوثي مذعن للإرادة العربية، ومستسلم للتحالف الإسلامي، وتبع ذلك قرارات هادي، ما يجعل مفاوضات الكويت حدثا عابرا لا وزن له، إلا ما يعزز توجه التحالف العربي الإسلامي. من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، ثابت الأحمدي، معلقا على تصريحات كيري، بأن أمريكا داعم رئيس لجماعة الحوثي وصالح، وهذا لم يعد خافيا علی أحد، وفي الوقت الذي تتجه فيه السعودية للحسم العسكري وإنهاء الانقلاب، سرعان ما تتدخل أمريكا لتأخير ذلك، وعلی طريقتها، بل لقد عملت علی تحريك المنظمات الدولية التابعة لها ضد المملكة. وأضاف الأحمدي في تصريح ل"الإسلام اليوم" أن التعيينات الأخيرة ممثلة بتعيين الفريق علي محسن نائبا لرئيس الجمهورية، وبن دغر رئيسا للوزراء، جاء خلافا للتوجه الأمريكي وخلافا لما كان متوقعا، وربما أزاح بيان بحاح الأخير الستار عن جزء من هذا، كونه اليد الخفية للأمريكان وأتباعهم. وتابع الأحمدي بالقول"تصريحات كيري إشارة إلی أن مفاوضات الكويت القادمة غير مجدية ابدا، ورسالة سماح للحوثيين وصالح، بالاستمرار في تعنتهم ورفض عملية السلام. وعن مدى تأثير التصريحات عن مسار المفاوضات، بين أن مفاوضات الكويت حلقة من الحلقات في السلسلة الطويلة، والمشهد اليمني لا يزال معقدا بحكم تصارع القوی الدولية الفاعلة بشأن ملف اليمن.